وقتل جعفر بن يحيى ب العمر وهو موضع بقرب الأنبار سنة سبع وثمانين ومائة آخر يوم من المحرم وبعث بجثته إلى بغداد ولم يزل يحيى وابنه الفضل محبوسين حتى ماتا ب الرقة وخرج الوليد بن طريف الشاري في خلافته وهزم غير عسكر فوجه إليه يزيد بن مزيد فظفر به وقتله وخرج بعده خراشة الشاري أيضا وقتل هارون أنس بن أبي شيخ وهو ابن أخي خالد الحذاء المحث وكان أنس صديقا ل جعفر بن يحيى وصلبه ب الرقة وكان يرمى بالزندقة وكذا البرامكة كانوا يرمون بالزندقة إلا من عصم الله تعالى منهم وفيهم قال الأصمعي متقارب (إذا ذكر الشرك في مجلس * أضاءت وجوه بنى برمك) (وإن تليت عندهم آية * أتوا بالأحاديث عن مزدك * وغزا هارون سنة تسعين ومائة الروم فافتتح هرقلة وظفر ببنت بطريقها فاستخلصها لنفسه فلما أنصرف ظهر رافع بن ليث بن نصر ابن سيار ب طخارستان مباينا ل علي بن عيسى فوجه إليه هرثمة لمحاربته وإشحاص علي بن عيسى إليه فلما قدم عليه أمر بحبسه واستصفاء أمواله وأموال ولده وتوجه هارون سنة اثنتين وتسعين ومائة ومعه المأمون نحو خراسان حتى قدم طوس فمرض بها ومات فقبره هناك
(٣٨٢)