الأعلام - خير الدين الزركلي - ج ٨ - الصفحة ٨٦
عثمان. وكان هشام من فضلاء الصحابة وخيارهم. وكان عمر بن الخطاب إذا بلغه أمر ينكره، يقول: أما ما بقيت أنا وهشام بن حكيم فلا يكون ذلك! ودخل الشام في أيام الفتوح. وله خبر بحمص مع واليها عياض بن غنم: رآه هشام يشمس ناسا من النبط ليؤدوا الجزية، فقال:
" ما هذا يا عياض؟ إن رسول الله قال:
إن الله يعذب الذين يعذبون الناس في الدنيا ".
وعاش كالسائح، لم يتخذ أهلا ولا كان له ولد. يتنقل ومعه نفر من أهل الشام، للاصلاح والنصيحة والترغيب بالخير والزجر عن الشر، ليس لاحد عليهم إمارة.
ومات قبل وفاة أبيه (المتقدمة ترجمته) بمدة طويلة. وانتقد ابن الأثير رواية أبي نعيم أنه استشهد بأجنادين (سنة 13 ه‍) لثبوت دخوله حمص، وهذه فتحت سنة 15 (1).
هشام الرضي = هشام بن عبد الرحمن 180 هشام بن سليمان (.. - 399 ه‍ =.. - 1009 م) هشام بن سليمان بن عبد الرحمن الناصر الأموي: من أمراء بني أمية في الأندلس. كان مقيما في شقندة (Secunda) ولما انتزع محمد بن هشام بن عبد الجبار الخلافة من المؤيد هشام بن الحكم (سنة 399) ولم يحسن سياسته مع من في الجيش من البربر اجتمع هؤلاء، واتصلوا بصاحب الترجمة " هشام بن سليمان " فحضر من شقندة، إلى قرطبة، وبايعوه ولقبوه " الرشيد " وقاموا على ابن عبد الجبار (وكان قد تلقب بالمهدي) فقاتلوه بقرطبة.
وقام أهلها بنصرة " المهدي " فانهزم البربر وأسر هشام بن سليمان وحمل إلى المهدي فضرب عنقه (2).
هشام بن العاص (.. - 13 ه‍ =.. - 634 م) هشام بن العاص بن وائل بن هشام:
صحابي، هو أخو عمرو بن العاص. أسلم بمكة قديما، وهاجر إلى بلاد الحبشة في الهجرة الثانية. ثم عاد إلى مكة حين بلغته هجرة النبي (صلى الله عليه وسلم) إلى المدينة، يريد اللحاق به، فحبسه أبوه وقومه، بمكة.
فأقام إلى ما بعد وقعة " الخندق " ورحل إلى المدينة، فشهد الوقائع. وقتل في أجنادين، وقيل: في اليرموك. وكان صالحا شجاعا (1).
هشام بن عبد الرحمن (139 - 180 ه‍ = 756 - 796 م) هشام بن عبد الرحمن الداخل ابن معاوية بن هشام بن عبد الملك بن مروان، أبو الوليد: ثاني ملوك الدولة الأموية بالأندلس. ولد بقرطبة، وولاه أبوه ماردة. وبويع بعد وفاة أبيه (سنة 172 ه‍) فحسنت سياسته. وكان حازما شجاعا شديدا على الأعداء، راغبا في الفتح، موفقا. بنى عدة مساجد، وتمم بناء جامع قرطبة وكان أبوه قد بدأ به. وكان يبعث إلى الكور من يسأل أهلها عن سيرة عماله فيها. وأحبه الناس لعدله. وأهل الأندلس يشبهونه بعمر بن عبد العزيز.
استمر إلى أن توفي بقرطبة (2).
ابن الصابوني (.. - 423 ه‍ =.. - 1032 م) هشام بن عبد الرحمن بن عبد الله، أبو الوليد، ابن الصابوني: فاضل، من أهل قرطبة. له كتاب في " شرح الجامع الصحيح " للبخاري على حروف المعجم، قال ابن بشكوال: كثير الفائدة (1).
الأزدي (525 - 606 ه‍ = 1131 - 1209 م) هشام بن عبد الله بن هشام، أبو الوليد، الأزدي: فقيه مالكي من القضاة بقرطبة.
توفي بها. له " المفيد للحكام فيما يعرض لهم من نوازل الاحكام - خ " و " بهجة النفس وروضة الانس " في التاريخ.
ذكره الرعيني (2).
هشام بن عبد الملك (71 - 125 ه‍ = 690 - 743 م) هشام بن عبد الملك بن مروان: من ملوك الدولة الأموية في الشام. ولد في دمشق، وبويع فيها بعد وفاة أخيه يزيد (سنة 105 ه‍) وخرج عليه زيد بن علي بن الحسين (سنة 120) بأربعة عشر ألفا من أهل الكوفة، فوجه إليه من قتله وفل جمعه.
ونشبت في أيامه حرب هائلة مع خاقان الترك في ما وراء النهر، انتهت بمقتل خاقان واستيلاء العرب على بعض بلاده.
واجتمع في خزائنه من المال ما لم يجتمع في خزانة أحد من ملوك بني أمية في الشام.
وبنى الرصافة (على أربعة فراسخ من الرقة غربا) وهي غير رصافتي بغداد والبصرة، وكان يسكنها في الصيف، وتوفي فيها.
وكان حسن السياسة، يقظا في أمره، يباشر الاعمال بنفسه. من كلامه: " ما بقي علي من لذات الدنيا إلا أخ أرفع مؤنة التحفظ بيني وبينه " (3).

(١) الإصابة: ت ٨٩٦٥ والاستيعاب، بهامشها ٣:
٥٦١ وأسد الغابة ٥: ٦١ وانظر رسالة الإمام الشافعي، تحقيق أحمد محمد شاكر ٢٧٣، ٢٧٤.
(٢) المعجب ٤١ والبيان المغرب ٣: ٥١.
(٢) طبقات ابن سعد ٤: ١٤٠ والإصابة: ت ٨٩٦٧.
(٢) البيان المغرب ٢: ٦١ وسماه " هشام الرضى ". ونفح الطيب ١: ١٥٨ وابن خلدون ٤: ١٢٤ وابن الأثير ٦: ٤٩ وأخبار مجموعة ١٢٠ وجذوة المقتبس ١١ والحلة السيراء ٣٧ والمعجب، طبعة الاستقامة ١٩.
(١) الصلة ٥٨٩.
(٢) كشف الظنون ١٧٧٨ و ٦٦٤: ١. S. Brock وصلة الصلة لابن الزبير - خ. وهدية العارفين ٢: ٥٠٩ وهو فيه: هشام بن " عبد الرحمن " خطأ. انظر " الايراد - خ. " للرعيني، في ترجمة ابنه " عامر بن هشام ".
(3) ابن الأثير 5: 96 والطبري 8: 283 وتاريخ الخميس 2: 318، 320 وفيه: " كان أبيض سمينا أحول، يخضب بالسواد، حليما، ذا رأي وحزم " واليعقوبي 3: 57 وابن خلدون 3:
80 - 130 والمسعودي 2: 142 - 145 والذهب المسبوك 34 وفيه: " لم يحج بعد هشام أحد من بني أمية وهو خليفة ". وتاريخ الاسلام للذهبي 5: 170 - 172 وفيه: " وقيل إن هذا البيت له، ولم يحفظ له سواه:
" إذا أنت لم تعص الهوى، قادك الهوى * إلى بعض ما فيه عليك مقال " ومرآة الجنان 1: 261 - 263 وعبر عنه ب‍ " خليفتهم ".
ومختصر تاريخ العرب، لسيد أمير علي 118 - 135 والأغاني، طبعة الساسي: انظر فهرسته. وطبقات العلماء والملوك للجندي - خ. وفيه، مما يفيد المؤرخ في زمنه: ولى إمارة اليمن مسعود بن عوف الكلبي مدة سنة، وعزله بيوسف بن عمر الثقفي، فلبث على المخاليف الثلاثة: حضرموت، وصنعاء، والجند، ثلاث عشرة سنة. وكتب إليه سنة 120 أن يستخلف ولده على اليمن ويتقدم إلى العراق فيقبض على خالد بن عبد الله القسري أمير العراق يومئذ ويكون مكانه حتى يأتيه أمره، ففعل يوسف ذلك وترك ابنه " الصليب " مكانه، فلبث خمس سنين إلى أن توفي هشام.
(٨٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 ... » »»