البربري، أبو عبد الله، المتلقب بالمهدي، ويقال له مهدي الموحدين: صاحب دعوة السلطان عبد المؤمن بن علي ملك المغرب، وواضع أسس الدولة المؤمنية الكومية. وهو من قبيلة (هرغة) من (المصامدة) من قبائل جبل السوس، بالمغرب الأقصى.
وتنتسب هرغة إلى الحسن بن علي. وفي نسب ابن تومرت أقوال يأتي ذكرها في هامش هذه الترجمة. ولد ونشأ في قبيلته. ورحل إلى المشرق، طالبا للعلم (سنة 500 ه) فانتهى إلى العراق. وحج وأقام بمكة زمنا. واشتهر بالورع والشدة في النهي عما يخالف الشرع، فتعصب عليه جماعة بمكة، فخرج منها إلى مصر، فطردته حكومتها، فعاد إلى المغرب.
ونزل بالمهدية، فكسر ما رآه فيها من آلات اللهو وأواني الخمر. وانتقل إلى بجاية، فأخرج منها إلى إحدى قراها واسمها (ملالة) فلقي بها عبد المؤمن بن علي القيسي (الكومي) وكان شابا نبيلا فطنا، فاتفق معه على الدعوة إليه. واتخذ أنصارا رحل بهم إلى مراكش، و عبد المؤمن معه، فحضر مجلس علي بن يوسف بن تاشفين (وكان ملكا حليما) فأنكر عليه ابن تومرت بدعا ومنكرات. ثم خرج من حضرته، ونزل بموضع حصين من جبال (تينملل) بكسر التاء وفتح الميم وتشديد اللام الأولى وفتحها. فجعل يعظ سكانه حتى أقبلوا عليه. واشتهر فيهم بالصلاح، فحرضهم على عصيان (ابن تاشفين) فقتلوا جنودا له، وتحصنوا. وقوي بهم أمر ابن تومرت، وتلقب بالمهدي القائم بأمر الله، وعاجلته الوفاة في جبل تينملل قبل أن يفتح مراكش. ولكنه قرر القواعد ومهدها، فكانت الفتوحات بعد ذلك على يد صاحبه (عبد المؤمن) وكان ابن تومرت أسمر، ربعة، عظيم الهامة، حديد النظر داهية أبيا فصيحا، أديبا له كتاب (كنز العلوم - خ) و (أعز ما يطلب - ط) مشتمل على تعليقاته، أملاه عبد المؤمن بن علي. ويقول السلاوي في الاستقصا: إنه زاد في أذان الصبح (أصبح ولله الحمد؟) وأفرد شئ من سيرته في كتاب (أخبار المهدي ابن تومرت وابتداء دولة الموحدين - ط) ومؤلفه يصف المهدي بالامام (المعصوم) ويقول إنه جاء في (زمن الفترة) ويذكر أصحابه والقبائل التي (آخى) بينها، ويسمي بعض أصحابه (الجماعة العشرة) ويقول: أول من (آمن) به فلان وفلان، ويشير إلى أن له (أي لمؤلف أخبار المهدي) كتابا آخر سماه (الأنساب في معرفة الأصحاب) أصحاب المهدي، ويصم من لم يؤمنوا به بالكفر، ويذكر جماعة بأنهم (أنصاره) وآخرين يسميهم (المهاجرين) ويقول:
إن المهدي لما دخل (الغار) معتكفا برباط هرغة الخ، ويسمي وقائعه (الغزوات) ومن أتوا بعده (خلفاء) وهناك غير هذا، مما يدل على أن ابن تومرت وضع (السيرة النبوية) بين عينيه، واقتفى مظاهرها، واستعار أسماء جماعاتها وبعض أماكنها. وللدكتور سعد زغلول بالإسكندرية، كتاب (محمد بن تومرت، وحركة التجديد في المغرب والأندلس - ط) (1).
* (الأرغياني) * (454 - 528 ه = 1062 - 1134 م) محمد بن عبد الله بن أحمد الأرغياني، أبو نصر: فقيه شافعي. من أهل أرغيان (من نواحي نيسابور) انتقل إلى نيسابور وتوفي بها. تتلمذ لإمام الحرمين. وصنف (الفتاوى) في مجلدين ضخمين، ويقال لها (فتاوى الأرغياني) قال الأسنوي:
توهم ابن خلكان فنسبها إلى أرغياني آخر، ثم تفطن فنبه على وهمه (1).
* (ابن مندلة) * (444 - 533 ه = 1052 - 1139 م) محمد بن عبد الله بن عمر أبو بكر ابن مندلة: أديب أندلسي. من أهل إشبيلية، أصله من ميرتلة (من أعمال باجه، على نهر آنا) قال ياقوت: كان أديبا لغويا شاعرا فصيحا (2).
* (الخشني) * (.. - 540 ه =.. - 1145 م) محمد بن عبد الله بن أبي جعفر الخشني: فقيه أندلسي. ولي إمارة (مرسية) بإجماع أهلها عليه (سنة 539 ه) وتلقب بالأمير الناصر لدين الله، وأعان مروان ابن عبد الله على (الملثمين) بشاطبة. ثم