الأعلام - خير الدين الزركلي - ج ٥ - الصفحة ٢٧٠
رواه من نحو خمسمائة طريق. وتوفي ببغداد (1).
التوزونيني (1300 - 1338 ه‍ = 1883 - 1919 م) مبارك بن الحسين بن محمد بن أحمد بداح التوزونيني: ثائر يهودي الأصل، أسلم جده بداح وعاشت الأسرة في قرية توزونين بقبيلة " أقا " - في المغرب - وبها ولد صاحب الترجمة ونشأ في زمرة " الفقراء " وظهر أحمد الهيبة سلطانا في مراكش فلحق به، وخاب أحمد، فانصرف مبارك ينتقل بين سكتانة وإلغ ومكناسة، وأطلق شعر رأسه وتعمم بعمامة كبيرة وغاص في بلاد " سوس " وادعى الشرف وتزوج بشريفة من بني عطة (قرب تافيللت) وهم من أشجع المغاربة (عرب الأصل تبربروا) وأرسل إلى الحاكم الفرنسي في تافيللت، من قتله غيلة وكان الحاكم موصوفا بشدة البأس، مستشرقا يدعى لوستري.
ودعا مبارك الناس إلى الجهاد (1336 ه‍) واستولى على تافيللت كلها إلى " أرفود " وبويع بالسلطنة ونظم جيشا مرابطا رأس عليه " محمد بن بلقاسم النكادي " وسماه وزيرا للحربية فكانت بينه وبين الجيش الفرنسي وقائع حامية انهزم بها الفرنسيون في " البطحاء " في شوال 1336 وحاصرهم النكادي في مركز تيغمرت وتم الظفر لمبارك وتكاثر الناس عليه بالهدايا والطاعة، واشتد هو على من اتهمهم بموالاة الاحتلال والسلطة الفرنسية، فقتل عددا من الاشراف وصادر أموالهم. وائتمروا به مع النكادي، فوثب هذا على مبارك وقتله جهارا أمام الجيش في قرية " أولاد الامام " بين الريصاني وأرفود. وبويع النكادي مكانه. وصنف أديب فقيه يدعى " المهدي الناصري " كتابا في سيرة مبارك اطلع عليه المختار السوسي، وقال: إنه كتبه بأسلوب المتحامل عليه تزلفا للاستعمار وإنه كتاب مشحون بالأدبيات والفتاوى والحكايات وقال المختار: فلخصت منه ما يتعلق بالمترجم، والتقيت بالفقيه محمد بن سعيد الجراري كان كاتبا عند مبارك وتولى القضاء بعد الاستقلال في " ايمينتاتوت " فأفادني بتعليقات أضفتها إلى التلخيص تمت بها ترجمة مبارك كما ينبغي (1).
ابن مبارك شاه = أحمد بن محمد 862.
المبارك بن شرارة (... - نحو 490 ه‍ =... - نحو 1079 م) المبارك بن شرارة، أبو الخير:
طبيب، من الكتاب، ولد ونشأ في حلب. ولما دخلتها دولة الترك رحل إلى أنطاكية، ومنها إلى صور، فاستوطنها إلى أن توفي. له كتاب في " التاريخ " ذكر فيه حوادث ما قرب من أيامه.
وكانت له " جرائد " مشهورة عند أهل حلب يحفظونها لمعرفة الخراج المستقر على الضياع (2).
مبارك الصباح (1254 - 1334 ه‍ = 1838 - 1915 م) مبارك بن صباح بن جابر بن عبد الله ابن صباح، من عنزة: أمير الكويت. من الشجعان الدهاة. له شأن في تاريخ العرب الحديث. نشأ في الكويت (على خليج فارس) وكان نفوذ الكلمة فيها لأخويه (محمد، وجراح) فقتلهما سنة 1313 ه‍، واستقام له أمرها. وهو سابع من وليها من آل الصباح. وكان للعثمانيين (الترك) شئ من السلطان في الكويت، فحرضوا " ابن الرشيد " على " مبارك " فظفر مبارك بن صباح الصباح مبارك. وحاولوا نفيه (سنة 1898) بحيلة، فأرسلوا إحدى السفن لنقله، ليكون من أعضاء مجلس الشورى بالآستانة، فتضاءل ولجأ إلى الإنجليز، فأنقذوه من الأتراك. ولكنهم أعلنوا في تلك السنة " حمايتهم " للكويت. وظل حاكما إلى أن مات فيها بقصره. وكان عالي الهمة، لولا تلك السقطة، طموحا جبارا، مهيبا، فيه حلم وكرم. ساد الامن، وتقدمت الكويت في أيامه، وآل سعود كثيرة. من آثاره " المدرسة المباركية " أنشأها في الكويت " (1).

(١) غاية النهاية 2: 38 وإرشاد الأريب 6: 227 و 723: I. S. rock وكشف الظنون 1706.
(1) المعسول 16: 263 - 314.
(2) تاريخ الحكماء، للقفطي 330 طبعة ليبسيك.
(1) تاريخ الكويت 2: 47 - 148 وتاريخ نجد الحديث للريحاني 95 و The Arab of the desert:
انظر فهرسته، وجزيرة العرب في القرن العشرين، الطبعة الثانية 79 و 84 و 85 - 87 وراجع فهرسته.
وفيه: " كان الشيخ مبارك طويل القامة، أسمر البشرة، قوي الذاكرة صلب الإرادة، مستبدا طموحا إلى نشر سلطانه ونفوذه في البلاد المجاورة، ولكن الظروف لم تساعده، وقد اشتهر الشيخ مبارك بالتقلب وعدم الثبات على سياسة واحدة، فقد كان يساعد آل سعود لاضعاف نفوذ الرشيد وخضد شوكتهم، كما أنه كان يعمد أحيانا إلى تقوية صلاته بالرشيد خوفا من توسع آل سعود، وكان لا يعف عما في أيدي الناس، فقد كان يتوسل بأوهى الأسباب لفرض الضرائب، على الناس وابتزاز أموالهم، ولكنه كان بجانب ذلك غيورا على مصالح الكويت مدافعا عن أهلها أينما حلوا، وقد خرج في أخريات أيامه على تقاليد العرب والدين، فكان يجاهر بالمعصية حتى في رمضان، مما جعل أهل الكويت يضجون منه ".
(٢٧٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 265 266 267 268 269 270 271 272 273 274 275 ... » »»