الأعلام - خير الدين الزركلي - ج ٥ - الصفحة ١٦٢
وقصد شرقي الأردن فأحسن تنظيم جيشها.
ولما سيطر عليها البريطانيون ناوأهم سرا، فشعروا، فأبعده أميرها (عبد الله بن الحسين) بحيلة، إلى مصر، فجاءها ونشر في صحفها فصولا كثيرة في سياسة الأقطار العربية. ودعي إلى الحجاز لتنظيم الجيش السعودي، فتأهب، فنشبت الثورة في سورية، فحول وجهته إليها، ولم يمنح جواز سفر، فاجتاز صحراء سينا على ظهر جمل، واجتاز نهر الشريعة سباحة. وكانت له في استيلائه على حاصبيا ومرجعيون وإقليم البلان، ودفاعه عن " مجدل شمس " مواقف دلت على بسالة عجيبة وصبر وجلد. واستشهد في مجدل شمس بقنبلة من مدافع الفرنسيس، وهم مرتدون عنها. وقد جمعت سيرته ومقالاته في كتاب لم يطبع (1).
فواز = زنيب بنت علي 1332 الفودودي = الحسن بن عمر 761 الفودودي = عمر بن عبد الله 768 الفوراتي = عبد العزيز بن محمد 1100 الفوراني = عبد الرحمن بن محمد 461 ابن فروجة = محمد بن حمد ابن فورك = محمد بن الحسن 406 فوزان السابق (1275؟ - 1373 ه‍ = 1858؟ - 1954 م) فوزان بن سابق بن فوزان آل عثمان، البريدي القصيمي الدوسري النجدي:
معمر، من فضلاء الحنابلة، له مشاركة في السياسة العربية. ولد ونشأ في " بريدة " من القصيم، بنجد. وتفقه. واشتغل بتجارة الخيل والإبل، فكان يتنقل بين نجد والشام ومصر والعراق. وناصر حركة الأمير (الملك) عبد العزيز بن عبد الرحمن (مؤسس الدولة السعودية الثانية) أيام حروبه مع الترك العثمانيين في القصيم وتلك الأطراف. واتصل برجالات الشام، قبل الدستور العثماني، كالشيخ طاهر الجزائري وعبد الرزاق البيطار وجمال الدين القاسمي، ثم محمد كرد علي.
وهو الذي ساعد الأخير على فراره الأول من دمشق، وقد أراد أحد الولاة القبض عليه، فأخفاه فوزان ونجا به إلى مصر.
ولما كانت الدولة السعودية في بدء استقرارها عين فوزان " معتمدا " لها في دمشق، ثم في القاهرة. وصحبته اثني عشر عاما، وهو قائم بأعمال المفوضية العربية السعودية بمصر، وأنا مستشار لها. وكان الملك عبد العزيز، يرى وجوده في العمل، وقد طعن في السن، إنما هو " للبركة ".
ورزق بابن، وهو في نحو الثمانين، فأبرق إليه الملك عبد العزيز، بالجفر (الشيفرة): " سبحان من يحيي العظام وهي رميم! ". وجعل بعد ذلك وزيرا مفوضا نحو ثلاث سنوات. ثم رأى أن ينقطع للعبادة وإكمال " كتاب " شرع في تأليفه أيام كان بدمشق، فاستقال:
وقال لي بعد قبول استقالته: كنت بالأمس وزيرا وأنا اليوم بعد التحرر من قيود الوظيفة سلطان! وتوفي بالقاهرة، وهو في نحو المئة، ويقال: تجاوزها.
أخبرني أن أول رحلة له إلى مصر كانت في السنة الثانية بعد ثورة " عرابي " ومعنى هذا أنه كان تاجرا سنة 1300 ه‍.
أما كتابه، فسماه " البيان والاشهار " لكشف زيغ الملحد الحاج مختار - ط " نشر بعد وفاته، في مجلد، يرد به علي مطاعن وجهها مختار بن أحمد المؤيد العظمي، إلى حنابلة نجد في كتابه " جلاء الأوهام عن مذاهب الأئمة العظام - ط " قال فوزان في مقدمة الرد عليه: كان حقه أن يسمى " حالك الظلام بالافتراء على أئمة الاسلام! ".
وكان من التقى والصدق والدعة وحسن التبصر في الأمور والتفهم لها، على جانب عظيم. وضعف سمعه في أعوامه الأخيرة، إلا أنه ظل محتفظا بنشاطه الجسمي وقوة ذاكرته ودقة ملاحظته إلى أن توفي (1).

(1) مذكرات المؤلف. والمجلة الشهرية 2: 203 وسليمان موسى، في مجلة العربي 25: 58.
(1) مذكرات المؤلف.
(١٦٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 157 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 ... » »»