الأعلام - خير الدين الزركلي - ج ١ - الصفحة ٢٦٣
ومنعت الحكومة العثمانية إصدار الحبوب (الحنطة وأشباهها) من ولاية سورية إلى لبنان فجاع أهله، فكان أحمد يحمل ما استطاع من القمح على خيله ويمضي به خلسة إلى القرى اللبنانية القريبة منه، فيباع فيها بثمنه في أرضه التي نقل منها، فأنقذ بهذا عائلات كثيرة كانت معرضة للموت جوعا. وظهر الخطر الفرنسي على سورية (الداخلية) بعد الحرب، فتولى قيادة عدد من (العصابات) لمناوأة الفرنسيين. واحتل هؤلاء دمشق (سنة 1920) فكان اسمه في قائمة المحكوم عليهم بالاعدام. فنزح إلى شرقي الأردن واشترك. في إنشاء حكومتها (سنة 1921) وكان يتسلسل بين حين وآخر إلى أطراف القنيطرة، يتعهد رجاله وأنصاره في (منطقة نفوذه) وضرب الجنرال غورو القائد الفرنسي العام، وهو يزور تلك الجهة، وكان أحمد على مقربة منها في تلك الليلة، فازداد حقد الفرنسيين عليه.
وعاد إلى شرقي الأردن، فأقام يعمل وإخوانه على أن تكون (إمارتها) قاعدة لاقلاق الفرنسيين ومحاولة إخراجهم من البلاد الشامية. واختلف اتجاه الأمير - يومئذ عبد الله بن الحسين عن اتجاه أحمد ومن يرى رأيه، فعمد الأمير إلى (وساطات) سلمية يريد بها تصفية الجو بينه وبين (جيرانه) المحتلين - الفرنسيين - فقبض على أحمد وبعض إخوانه وأبعدهم إلى الحجاز في أواخر أيام الملك حسين ابن علي. ورحل أحمد بعد ذلك إلى العراق فسكن (خانقين) وثارت سورية على الفرنسيين (سنة 1925 م) واستشهد فواد سليم (انطر ترجمته) وهدأت ثائرة وادي التيم، فأقبل أحمد من العراق، فالتف حوله وادي التيم والجولان، وتجدد نشاط الثورة فيهما. فاستمال الفرنسيون بعض الجراكسة من سكان الاقليم، وفاجأوا أحمد في بيته بجباتة الخشب فثبت لهم وقاتلهم فاستشهد.
وحملوا جثته إلى دمشق فعرضوها على الانظار، ثم دفن بها في جهة قبر عاتكة.
ولما استقلت سورية سمي أحد شوارع دمشق باسمه. ولمحمد سعيد العاص:
(صفحة استشهاد البطل أحمد مريود - ط) رسالة.
المخلافي (1055 - 1117 ه‍ = 1645 - 1705 م) أحمد ناصر بن محمد بن عبد الحق، المخلافي يتصل نسبه بخولان من حمير، ويلقب بصفي الدين: قاض فاضل يماني، من وزراء الرؤساء. أصله من مخلاف الحيمة (باليمن) ونشأ في صنعاء وولي بلاد الحيمة والقضاء فيها ثم الوزارة والكتابة للمؤيد بالله محمد بن المتوكل. نكب بعد وفاة المؤيد، فحبس، ثم أطلق وأعيد إلى القضاء ببندر عدن، فأقام إلى أن توفي. وكان غزير العلم بفقه الزيدية، له رسائل ونظم. وجمع شعر القاضي حسن بن علي الهبل في ديوان سماه (قلائد الجوهر) (1).
ابن معمر (... - 1225 ه‍ =... - 1810 م) أحمد بن ناصر بن عثمان بن معمر:
قاض، من علماء نجد. ولي القضاء بالدرعية (عاصمة نجد في أيامه) ثم في مكة، وتوفي بهذه. قال ابن بشر في ترجمته: صنف ودرس وأفتى (2).
أحمد نجيب (... - نحو 1315 ه‍ =... - نحو 1897 م) أحمد نجيب: عالم بالآثار. مصري.
قام بتدريس تاريخ مصر الأثري القديم.
وعين مفتشا وأمينا للآثار بمصر. وصنف (الأثر الجليل لقدماء وادي النيل - ط) وترجم كتبا، منها (التحفة البهية في الهندسية الوصفية - ط) و (تهذيب التحفة السنية في الأصول الهندسية - ط) و (العقد النظيم في مآخذ جميع الحروف المصرية من اللسان القويم - ط) (1).
الهلالي (1308 - 1378 ه‍ = 1891 - 1958 م) أحمد نجيب الهلالي: من رجال السياسة والقضاء بمصر. صعيدي الأصل، مولده بأسيوط. تخرج بمدرسة الحقوق الخديوية (سنة 1912) ودرس بها وعمل في المحاماة. وتدرج في مناصب القضاء.
فكان مستشارا ملكيا (1931) ثم وزيرا للمعارف (1935) فوزير للتجارة (1936) وتكرر دخوله الوزارة أربع مرات. وولي رئاستها مرتين. ولم يلبث في الثانية (1952) غير يوم واحد. وقامت الثورة على العرش المصري والنظام القديم، فاستقال وعاد إلى عمله في المحاماة. ثم اعتكف في منزله بالمعادي (من ضواحي القاهرة) إلى أن توفي. وكان خطيبا لبقا، من الكتاب، نشرت له الصحف اليومية فصولا مسجعة لطيفة لم يوقعها باسمه. ووضع (شرح القانون المدني، في العقود - ط) الجزء الأول منه في مجلد ضخم، وكتابا في (البيع - ط) (2).
أحمد ندى (... - 1294 ه‍ =... - 1877 م) أحمد ندى: صيدلي عالم. مصري المولد والوفاة. تعلم الصيدلة في قصر العيني وباريس، وجعلته حكومة مصر أستاذا للتاريخ الطبيعي (المواليد الثلاثة). له تصانيف، منها (الآيات البينات في علم النباتات - ط) و (حسن الصناعة في فن الزراعة - ط) مجلدان، و (الأقوال المرضية في علم الطبقات الأرضية - ط)

(1) نبلاء اليمن 1: 295 وملحق البدر الطالع 46.
(2) ابن بشر 1: 152.
(1) معجم المطبوعات 402 والاعلام الشرقية 4: 177.
(2) القضاة المحافظون 117 والأزهرية 6: 66 والصحف المصرية 12 / 12 / 1958 والأهرام 8 شعبان 1353.
(٢٦٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 258 259 260 261 262 263 264 265 266 267 268 ... » »»