الذريعة - آقا بزرگ الطهراني - ج ٣ - الصفحة ٢٨
أمير المؤمنين عليه السلام جميع ما علمه الله تعالى من الإلهيات والكائنات العلوية والسفلية وغيرها، ثم قال ما لفظه (وأنا الصادق جعفر بن محمد سمعتها عن أبي وهو عن أبيه وهو عن أبيه وهو عن أخيه وأبيه وهما عن أبيهما وأحررها في هذه الصحيفة، المخزن الأول في الإلهيات) وقال في الأثناء أيضا نظير هذا الكلام وكتب في آخر النسخة (تم كتاب بحار العلوم من تصنيفات مولانا الإمام الصادق عليه السلام) لكنه يبدو في أول وهلة لكل ممارس في كلمات الأئمة عليهم السلام ومتدرب في الأحاديث المروية عنهم والرسائل المنسوبة إليهم أنه ليس تأليف هذا الكتاب وترتيبه عنهم عليهم السلام، ولعل مؤلفه لغاية اطمينانه بحقية ما أورده في الكتاب وبأنه مأخوذ عنهم عليهم السلام أبرزه بصورة قول الصادق عليه السلام وأنه يقول سمعته عن أبي عن آبائه إلى النبي صلى الله عليه وآله، ويومي إلى ذلك قول المؤلف في آخره " فما قلته هو حق وصدق من الله ورسوله وما اخترعته من فؤادي كما أن الأشاعرة اخترعوا مسائل عن أنفسها لا عن الله وعن رسوله ونحن ما قلنا إلا ما أمر الله لنا " ومنه يظهر أن تأليفه كان بعد بروز مذهب الأشاعرة وهم المنتمون إلى مؤسس مذهبهم أبي الحسن علي بن إسماعيل الأشعري المولود سنة 260 والمتوفى سنة 324، فالتأليف يكون في القرن الرابع أو بعده والإمام الصادق عليه السلام توفي سنة 148 والنسخة التي رأيتها ضمن مجموعة في مكتبة الشيخ علي آل كاشف الغطاء ليست عتيقة وهي بخط المولى محمد علي بن محمد باقر التوني سنة 1253، لكن ذكر بعض الأفاضل أن صاحب الرياض ظفر بنسخة عتيقة وذكر خصوصيات الكتاب كما ذكرناها.
(46: بحار النوائب) من كتب المقاتل في أربعة أجزاء بلغة أردو
(٢٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 ... » »»