الجهد ووقع بينه وبين أدبائها محاورات ومطارحات كثيرة ذكرها في رحلته وأقام بدمشق ثمان عشرة يوما وارتحل إلى الروم فدخلها وكان ملك الزمان السلطان محمد إذ ذاك ببلدة يكي شهر (ينيشهر) ونال من مصطفى باشا الوزير نعمة طائلة وعاد إلى القسطنطينية ثم قدم دمشق وأخذ عنه من أهلها خلق كثير ورحل إلى مصر ثم دخل القاهرة ومنها رحل مع الركب المصري إلى المدينة فدخلها وعكف على التحرير وألقاء الدروس.
ولم تطل مدته حتى مات ويحكي انه مات مسموما تحفة الأدباء وسلوة الغرباء وتعرف برحلة الخياري ذكر فيها رحلته من المدينة إلى الروم ثم مصر والشام نشر عنه الأستاذ فوك بعض الفوائد ليبسيك 1850 (1) الخيالي (862 ه) (.) (الشيخ) أحمد بن موسى بن شمس الدين الشهير بالخيالي كان عالما فاضلا تقيا زاهدا. قرأ على أبيه مباني العلوم ثم وصل إلى خدمة المولى خضر بيك وهو مدرس بسلطانية بروسا وصار معيدا لدرسه ثم انتقل إلى مدرسة فيليبه. ثم عرض عليه مدرسة ازنيق وعين له كل يوم مائة وثلاثون درهما وكان قد تهيأ للحج فلم يرض أن يترك هذا السفر فأمر السلطان محمد خان أن يدرس معيده في تلك المدرسة إلى أن يرجع هو من الحجاز.
ولما رجع من الحج صار مدرسا بها ولم يلبث الا سنين قليلة حتى مات وكان سنه وقتئذ ثلاث وثلاثين سنة حاشية على شرح السعد على العقائد النسفية