معجم المطبوعات العربية - اليان سركيس - ج ١ - الصفحة ٤٨٤
ولد بسنيكة من أعمال الشرقية بمصر ثم تحول إلى القاهرة سنة 41 فانقطع في الأزهر وحفظ فيه المنهاج والألفية والشاطبية والرائية ولازم في الاشغال وتفنن ودأب في العلوم تفسيرا وحديثا وفقها وأصولا ولغة ومعاني وبيانا وبديعا ومنطقا وقراءة وهندسة وهيئة وحكما وطبا وميقاتا وفرائض وحسابا وجبرا ومقابلة وعروضا وصرفا وتصوفا وتلقنا للذكر وغيرها. وأخذ عن فرسان حليتها كالحافظ ابن حجر والكافياجي وابن الهمام والشمني والشمس القاياتي والعلم البلقيني والشرف المناوي والتقي الحصني والشمس الحجازي وابن المجدي وابن الخشاب وابن قرقماس وغيرهم. وأذن له غير واحد (الأسدي) وكان فقير الحال جدا ويجوع فيخرج ليلا ويجمع قشر البطيخ ويأكله. فسخر الله له رجلا طحانا تكفل له بالطعام والكسوة سنين وكان يميل إلى الصوفية ويذب عنها سيما ابن عربي وابن الفارض وهو ممن كتب في نصرتهما.
ولي قضاء الشافعية في دولة الأشرف قايتباي وأقام فيها نحو عشرين سنة ومات وهو معزول عن القضاء.
وقد كف بصره قبل وفاته بمدة طويلة. وولي في آخر عمره مشيخة مدرسة الجمالية ودرس في القاهرة نحو ثمانين سنة. مات في يوم الجمعة رابع الحجة وحزن عليه الناس حزنا شديدا. رثاه تلميذه زين الدين عبد اللطيف الديري الأزهري بقوله:
قضى زكريا نحبه فتفجرت * عليه عيون النيل يوم حمامه نسلم (1) أن الدهر راح أمامه * وما الدهر يبقى بعد فقد أمامه سقى الله قبرا ضمه غيث صيب * عليه مدى الأيام سح (2) غمامه 1 أسنى المطالب في شرح روض الطالب وهو شرح على روض الطالب تصنيف ابن المقري

(1) وفي نسخة النور السافر: لنعلم (2) وفي نسخه النور السافر: صبج
(٤٨٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 479 480 481 482 483 484 485 486 487 488 489 ... » »»