لا يجرى فيه الربا وهو كثير النقل في تحقيقاته عن أبي حامد للمسائل الفقهية وغيرها * قلت * وقد وقفت على مثال الوزيرين لأبي حيان التوحيدي والمراد بهما أبو الفضل بن العميد وأبو القاسم بن عباد وذكر ان سبب تصنيفها انه وفد على ابن عباد فاتخذه ناسخا وانه خيب أمله بعد مدة مقامه عنده نحوا من أربع سنين ورحل عنه خائبا فهما استنكرته من كلامه في هذا الكتاب انه حكى عن المأمون انه قال لأبي العتاهية إذا قال الله لعبده لم لم تطعني ما يجيب قال يقول لو وفقتني لأطعتك قال فيقول لو أطعتني وفقتك فيقول العبد أيكون إليه العبد لسبه وما مطالب الرب معدا * ووقفت له على رسالة في تقريظ الجاحظ أفرط في مدحه فيها وقال في كتاب الوزيرين كان الجاحظ واحد الدنيا وقال في ابن العميد وابن عباد قد قلت فيهما كانا بالسياسة عالمين ولأولياء نعمهما ناصحين إلى أن قال فأراهما لو تنبئا لنزل الوحي عليهما وتجدد بهما الشرع وسقط لمكانهما الاختلاف واستمر في هذا المعنى وهو ذاك على قلة برمته وعلى اقدامه على اطلاق مالا يليق * ورأيت له في تصانيفه تحريفات منها انه قال في الحديث المشهور حبب إلي من دنياكم ثلاث جزم سرماء ثلاث لكن لم يتفرد بذلك * وقال في حديث لي الواجد ظلمة يحل عرضه وعقوبته فزاد لفظ ظلمة ولم ينفرد بها أيضا وذكر في كتاب الوزيرين انه فارق ابن عباد سنة سبعين وثلاث مائة راجعا إلى بغداد بغير زاد ولا راحلة ولم يعطني في مدة ثلاث سنين درهما واحدا ولا ما قيمته درهم واحد * قال فلما وقع في هذا اخذت أتلافى ذلك بصدق القول في سوء الثناء والبادي أظلم * وقرأت في كتاب فلك المعاني للشريف أبي يعلى ما نصه كان أبو حيان التوحيدي من شيراز وهو شيخ الصوفية وأديب الفلاسفة وفيلسوف الأدباء وامام البلغاء وزاهدهم ومحسنهم ثم قال سيدي الشيخ الامام
(٤٠)