لسان الميزان - ابن حجر - ج ٦ - الصفحة ٣٥
(141) (مسلمة) بن القاسم القرطبي كان في أيام المستنصر الأموي * ضعيف وقيل كان من المشبهة * روى عن أبي جعفر الطحاوي وأحمد بن خالد بن الحباب انتهى * قلت * هذا رجل كبير القدر ما نسبه إلى التشبيه الا من عاداه * وله تصانيف في الفن وكانت له رحلة لقى فيها الأكابر * قال أبو جعفر المالقي في تاريخه فيه نظر وهو مسلمة بن قاسم بن إبراهيم بن عبد الله بن حاتم جمع تاريخا في الرجال شرط فيه ان لا يذكر الا من أغفله البخاري في تاريخه وهو كثير الفوائد في مجلد واحد وقال أبو محمد بن حزم يكنى أبا القاسم كان أحد المكثرين من الرواية والحديث سمع الكثير بقرطبة ثم رحل إلى المشرق قبل العشرين وثلاث مائة فسمع بالقيروان وطرابلس والإسكندرية واقريطش ومصر والقلزم وجدة ومكة واليمن والبصرة وواسط والأيلة وبغداد والمداين وبلاد الشام وجمع علما كثيرا ثم رجع إلى الأندلس فكف بصره (أخبرني) يحيى بن الهيثم رجل صالح لقيته بقرطبة وكان يلزم مجلس أحمد بن محمد بن الجور يحضر السماع عنده حسبة قال نام مسلمة بن قاسم ليلة في بيت المقدس وأبواب المسجد عليه مطبقة فاستيقظ في الليل فرأى مع نفسه أسدا عظيما راعه فسكن روعه وعاودته فلما أصبح سأل معبرا عنه فقال ذاك جبرئيل اما انه سيكف بصرك فبادر إلى بلدك قال فكفت عينه الواحدة في البحر منصرفا وعمى بالأندلس وكان قوم بالأندلس يتحاملون عليه وربما كذبوه * وسئل القاضي محمد بن يحيى بن مفرج عنه فقال لم يكن كذابا ولكن كان ضعيف العقل وقال عبد الله بن يوسف الأزدي يعني ابن الفرضي كان مسلمة صاحب رأي وسر وكتاب وحفظ عليه كلام سوء في التشبيهات * وتوفي يوم الاثنين لثمان يقين من جمادى الأولى سنة ثلاث وخمسين وهو ابن ستين سنة * ومن
(٣٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 ... » »»