وغيرهما * قال ورأيته بعد سنة ثلاث وتسعين من مولده وما تغير من حواسه شئ؟ حتى كان يقرأ الخط الدقيق من بعيد وكان حصل له صمم فكان يحدث من سفطه قدر شهرين * ثم زالت وسمع وسمعته يقول ما أعرف اني ضيعت ساعة من عمري في لهو أو لعب * وسمعته يقول حفظت القرآن ولى سبع سنين وكان وقع في أسر الروم فتعلم الخط بالرومية * قال وسمعت أبا القاسم ابن السمرقندي غير مرة يثنى عليه ويقول ما بقى مثله * قال وسمعته يقول لما ولدت جاء منجم من جهة أبي ومنجم من جهة أمي واخذ المطالع واتفقا ان يكون عمري اثنين وخمسين فها انا زدت على ما قالوا أربعين وكان يقول ذلك ردا عليهم مع معرفته بالفن * مات في رجب سنة خمس وثلاثين وخمس مائة وحكى ابن السمعاني في الأنساب في ترجمة المحدث الخير قال كانت له بنات فكان يسمعهن إلى أن رزق ابنا سماه جابرا فكان يسمعه فاتفق انه حضر مجلس القاضي أبى بكر فشم منه رائحة عود فقال هذا عود طيب فحمل هو منه إلى القاضي نزرا يسيرا فناوله لجاريته فاحتقرته فلما حضر عند القاضي قال يا سيدنا وصل العود فقال لمن دفعته قال للجارية فسألها فقالت احتقرت تقديمه إليك فأحضرته فقال لسعد الخير هذا هو القدر الذي دفعته إليها قال نعم قال فاخذه القاضي ورمى به وحلف ان لا يحدث ابنه جزء الأنصاري وكان سأله فيه الا ان حمل إليه خمسة أمنان عودا من ذلك العود فامتنع سعد الخير وأقام أياما يلتمس من القاضي ان يكفر عن يمينه فألح حتى مات القاضي ولم يحدثه بالجزء المذكور * وقال ابن السمعاني في الذيل حصلت له خاتمة حسنة بقي ثلاثة أيام لا يفتر عن قراءة القرآن من حفظه إلى أن مات وأوصى ان يكتب على لوح قبره قل هو نبأ عظيم أنتم عنه معرضون * وقال ابن
(٢٤٢)