لسان الميزان - ابن حجر - ج ٥ - الصفحة ١١٤
ثم النبوة ملازمة للعصمة ولا عصمة لغيرهم ولو بلغ في العلم والعمل ما بلغ والخبر عن الشئ يصدق ببعض أركانه وأهم مقاصده غير انا لا نسوغ لا حد اطلاق هذا الا بقرينة كقوله عليه الصلاة والسلام الحج عرفة وان كان عنى الحصر اي ليس هي الا العلم العمل فهذه زندقة وفلسفة * مات سنة أربع وخمسين وثلاث مائة انتهى * وقوله قال له النافي ساويت ربك بالشئ المعدوم إذ المعدوم لا حد له نازل فانا لا نسلم ان القول بعدم الحد يفضي إلى مساواته بالمعدوم بعد تحقق وجوده وقوله (بدت) من ابن حبان هفوة طعنوا فيه لها ان أراد القصة الأولى التي صدر بها كلامه فليست هذا بهفوة * والحق ان الحق مع ابن حبان فيها وان أراد الثانية فقد اعتذر هو عنها أولا فكيف يحكم عليه بأنه هفا ماذا الا تعصب زائد على المتأولين وابن حبان قد كان صاحب فنون وذكاء مفرط وحفظ واسع إلى الغابة رحمه الله قال أبو سعد الإدريسي في تاريخ سمرقند أبو حاتم محمد بن حبان بن أحمد بن حبان بن معاذ بن معبد بن مرة بن هدبة بن سعد التميمي الدارمي وساق نسبه إلى دارم ثم إلى تميم بن مر ثم إلى عدنان كان على قضاء سمرقند مدة طويلة وكان من فقهاء المدن وحفاظ الآثار والمشهورين في الأمصار والأقطار عالما بالطب والنجوم وفنون العلم الف السند الصحيح والتاريخ والضعفاء والكتب الكثيرة في كل فن وفقه الناس بسمرقند وبنى له الأمير أبو المظفر الساماني صفة لأهل العلم خصوصا لأهل الحديث * ثم تحول إلى بست ومات بها * وقال الحاكم كان من أوعية العلم في اللغة والفقه والحديث والوعظ من عقلاء الرجال * ثم ذكر رحلته وتصانيفه فقال خرج له من التصنيف في الحديث ما لم يسبق إليه وولي القضاء بسمرقند ونسا وغيرها من مدن خراسان ودخل نيسابور مرتين وبنى الخانقاه وقرئت عليه جملة مصنفاته وكانت
(١١٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 ... » »»