لسان الميزان - ابن حجر - ج ٢ - الصفحة ٤٢٣
داود لو اقتصر على ما يقتصر عليه أهل العلم فظننت انه يكمد أهل البدع لما عنده من البيان والأدلة لكنه تعدى لقد قدم من نيسابور فكتب إلى محمد بن رافع ومحمد بن يحيى وعمرو بن زرارة وحسين بن منصور وجماعة بما أحدث هناك فكتمت ذلك خوفا من عواقبه فقدم بغداد وكلم صالح بن أحمد ان يتلطف له في الاستئذان على أبيه فقال هذا كتب إلي محمد بن يحيى انه زعم أن القرآن محدث فلا يقربني * وقال الحسن بن إسماعيل المحاملي كان داود جاهلا بالكلام وقال وراق داود قال داود اما الذي في اللوح المحفوظ فغير مخلوق واما الذي بين الناس فمخلوق * قلت * هذا أدل شئ على جهله بالكلام فان جماهيرهم ما فرقوا بين الذي في اللوح المحفوظ وبين الذي في المصاحف فان الحديث عندهم لازم لهذا ولهذا وانما يقولون القائم بالذات المقدسة غير مخلوق لأنه من علمه تعالى والمنزل إلينا محدث ويتلون قوله تعالى ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث والقرآن كيف ما تلى أو كتب أو سمع فهو وحى الله وتنزيله غير مخلوق * وقال القاضي المحاملي رأيت داود يصلى فما رأيت مسلما يشبهه في حسن تواضعه مات داود في رمضان سنة خمس وسبعين ومائتين انتهى * وقد ذكره ابن أبي حاتم فأجاد في ترجمته فإنه قال روى عن إسحاق الحنظلي وجماعة من المحدثين وتفقه للشافعي رحمه الله تعالى ثم ترك ذلك ونفى القياس وألف في الفقه على ذلك كتبا شذ فيها عن السلف وابتدع طريقة هجره أكثر أهل العلم عليها وهو مع ذلك صدوق في روايته ونقله واعتقاده الا ان رأيه أضعف الآراء وأبعدها من طريق الفقه وأكثرها شذوذا * ونقل وراق داود عن أبي حاتم انه قال في داود ضال مضل لا يلتفت إلى وساوسه وخطراته * وقال مسلمة بن قاسم كان داود من أهل الكلام والحجة والاستنباط لفقه الحديث صاحب أوضاع ثقة إن شاء الله
(٤٢٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 418 419 420 421 422 423 424 425 426 427 428 ... » »»