تهذيب التهذيب - ابن حجر - ج ١١ - الصفحة ٤٨
وقال ابن وارة عزمت زمانا ان امسك عن حديث هشام لأنه كان يبيع الحديث وقال صالح بن محمد كان يأخذ على الحديث ولا يحدث ما لم يأخذ وقال الإسماعيلي عن عبد الله بن محمد بن سيار كان هشام يلقن وكان يلقن كل شئ ما كان من حديثه وكان يقول أنا قد خرجت هذه الأحاديث صحاحا وقال الله تعالى فمن بدله بعد ما سمعه فإنما اثمه على الذين يبدلونه. وكان يأخذ على كل ورقتين درهمين ويشارط ولما لمته على التلقين قال أنا أعرف حديثي ثم قال لي بعد ساعة ان كنت تشتهي ان تعلم فأدخل إسنادا في شئ فتفقدت الأسانيد التي فيها قليل اضطراب فسألته عنها فكان يمر فيها.
قال المروذي عن أحمد بن حنبل هشام طياش خفيف وقال أب والمستضئ رأيت هشام ابن عمار إذا مشى اطرق في الأرض حياء من الله تعالى وقال أبو بكر أحمد بن المعلى ابن يزيد القاضي رأيت هشام بن عمار في النوم والمشائخ متوافرون وهو يكنس المسجد فماتوا وبقي هو آخرهم. وقال أبو بكر الباغندي عن هشام بن عمار ولدت سنة ثلاث وخمسين ومائة وقال البخاري مات بدمشق آخر المحرم سنة خمس وأربعين ومائتين وفيها أرخه غير واحد وقيل مات سنة أربع وقتل سنة ست وقال أبو علي المقري لما توفي أيوب بن تميم في سنة بضع وتسعين ومائة رجعت الإمامة إلى رجلين أحدهما مشتهر بالقرآن والضبط وهو عبد الله بن ذكوان والآخر مشتهر بالعقل والفصاحة والرواية والعلم والدراية وهو هشام بن عمار وقد رزق كبر السن وصحة العقل والرأي فأخذ الناس عنه قديما منهم أبو عبيد القاسم بن سلام روى عنه قبل وفاته بنحو أربعين سنة وكان عبد الله بن ذكوان يفضله ويرى مكانه فلما مات ابن ذكوان اجتمع الناس على هشام.
قلت: أبو علي هذا هو الأوزاعي ليس بثقة في النقل وقد كنت أردت ان اطرح كلامه ثم أوردته وبينت حاله وذكره ابن حبان في الثقات وقال مسلمة تكلم فيه وهو جائز الحديث صدوق وقال القزاز آفته انه ربما لقن أحاديث فتلقنها وقيل أحمد ابن أبي الحواري إذا حدث في بلد فيه مثل هشام فيجب للحيتي ان تحلق. قال وقال هشام نظر يحيى بن معين في حديثي كله إلا حديث سويد بن العزيز فإنه قال سويد ضعيف وقد
(٤٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 ... » »»