تهذيب التهذيب - ابن حجر - ج ١١ - الصفحة ١٢٦
روى عن النبي صلى الله عليه وسلم، وعنه أبو موسى عبد الله الهمداني وعامر الشعبي وحارثة ابن مضرب قال ابن سعد يكنى أبا وهب. أسلم يوم الفتح. بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم على صدقات بني المصطلق وولاه عمر صدقات بني تغلب وولاه عثمان الكوفة ثم عزله فلما قتل عثمان تحول إلى الرقة فنزلها واعتزل عليا ومعاوية حتى مات بها وقال مصعب الزبيري كان من رجال قريش وشعرائهم وأبوه عقبة قتله النبي صلى الله عليه وسلم ببدر صبرا.
وقال ابن عبد البر ذكر الزبير وغيره من أهل العلم بالسير ان الوليد وعمارة بني عقبة خرجا ليردا أختهما أم كلثوم عن الهجرة وكان ذلك في الهدنة ومن كان غلاما مخلقا يوم الفتح لا يجئ منه مثل هذا. قال ولا خلاف بين أهل العلم بالتأويل ان قوله عز وجل (يا أيها الذين آمنوا ان جاءكم فاسق بنبأ) نزلت في الوليد بن عقبة وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثه مصدقا إلى بني المصطلق فلما وصل إليهم هابهم فانصرف عنهم وأخبر انهم ارتدوا فبعث إليهم خالد بن الوليد وأمره ان يتثبت فيهم فأخبروا انهم متمسكون بالاسلام.
قال وله أخبار فيها نكارة وشناعة وكان من رجال قريش ظرفا وحلما وشجاعة وأدبا وكان شاعرا شريفا. قال وخبر صلاته بهم وهو سكران وقوله أزيدكم بعد أن صلى الصبح أربعا مشهور من حديث الثقات.
وقال أبو جعفر الطبري، روى انه تعصب عليه قوم من أهل الكوفة وشهدوا عليه انه تقيأ الخمر وان عثمان قال يا أخي اصبر فان الله تعالى يأجرك. قال وهذا لا أصل له عند أهل العلم والصحيح ما رواه عبد الله الدناج عن حصين بن المنذر انه ركب إلى عثمان وأخبره قصة الوليد وقدم على عثمان رجلان فشهدا عليه بشرب الخمر فقال لعلي أقم عليه الحد فذكر الحديث وهو في صحيح مسلم وقال خليفة بن خياط ولاه عثمان الكوفة سنة خمس وعشرين. قال وفي سنة ثمان وعشرين غزيت آذربيجان والأمير الوليد بن عقبة.
قال وفي تسع عزل عثمان عن الكوفة الوليد بن عقبة وولاها سعيد بن العاص.
وقال أبو عروبة الحراني مات في أيام معاوية. قلت: وأرخه ابن الجوزي سنة إحدى وستين وهو غلط منه ويدل على أنه كان من زمن النبي صلى الله عليه وسلم رجلا ما ذكره أصحاب المغازي انه قدم في مدة الحارث بن أبي وجزة بن أبي عمرو بن أبي أمية وهو ابن عم أبيه أسر
(١٢٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 ... » »»