تهذيب التهذيب - ابن حجر - ج ٨ - الصفحة ٣٠٩
قلت: ورأيت في كتاب الفرج بعد الشدة لابي علي التنوخي لقباث هذا قصة فيها أن الروم أسرته في خلافة عبد الملك بن مروان ومقتضى ذلك أنه عمر عمرا طويلا لان بين وفاة عبد الملك بن مروان ووفاته نحو السبعين فيضاف إليها نحو العشرين فيكون مولده تقريبا سنة ست وستين بل قبلها فإن في القصة أنه أسر في خلافة معاوية ويحتمل هذا فيكون جاوز المائة ولعل معاوية هو ابن يزيد بن معاوية وليس بين موته والمبايعة لعبد الملك إلا نحو السنة وذلك سنة أربع أو خمس وستين وأقل ما يكون عمره عند أسره نحو العشرين فيكون مولده قبل الخمسين وجرت للروم معه قصة فيها أن ملك الروم أمره لمناظرة البطريق. فقال للبطرق كيف أنت وكيف ولدك فقال البطارقة ما أجهلك تزعم أن للبطرك ولدا وقد نزهه الله عن ذلك قال فقلت لهم أتنزهون البطرك عن الولد ولا تنزهون الله تعالى وهو خالق الخلق أجمعين عن الولد قال فنخر البطرك نخرة عظيمة وقال أخرج هذا هذه الساعة عن بلدك لئلا يفسد عليك دينك فأطلقه انتهى وقد وقع شبيه هذه القصة للقاضي أبي بكر الباقلاني لما توجه بالرسالة إلى ملك الروم وظهر من هذا أنه مسبوق بهذا الالزام والله أعلم.
(من اسمه قبيصة) 627 - بخ (البخاري في الأدب المفرد) قبيصة (1) بن برمة الأسدي.
روى عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن ابن مسعود والمغيرة بن شعبة. روى عنه ابنه يزيد وابن أخيه برمة بن ليث بن برمة وسليمان التيمي وواصل الأحدب وأياد بن لقيط وأم يزيد ابن عمر بن يزيد بن قبيصة. قال أبو حاتم قال بعض ولده له صحبة ولا يصح ذلك وذكره ابن حبان في التابعين من الثقات. قلت: ذكره في الصحابة أيضا الطبراني وغير واحد وقال البخاري في التاريخ الكبير له صحبة.

(1) قبيصة بفتح أوله وكسر الموحدة ابن برمة بضم الموحدة وسكون الراء اه‍ تقريب.
(٣٠٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 304 305 306 307 308 309 310 311 312 313 314 ... » »»