تهذيب التهذيب - ابن حجر - ج ٨ - الصفحة ٢٨٥
وقال هلال بن العلاء الرقي من الله على هذه الأمة بأربعة في زمانهم بالشافعي تفقه في الحديث وبأحمد ثبت في المحنة وبابن معين نفى الكذب عن الحديث وبأبي عبيد فسر الغريب. وقال عبد الله بن جعفر بن درستويه كان أبو عبيد ذا دين وفضل وستر ومذهب حسن روى الناس من كتبه المصنفة في القرآن والفقه والغريب والأمثال وغير ذلك بضعا وعشرين كتابا وكتبه مستحسنة مطلوبة في كل بلد وقد سبق إلى جميع مصنفاته ثم ذكر من سبقه إلى مصنفاته وان أبا عبيد أخذ كتبهم فهذبها ورتبها وزاد فيها.
قال أبو بكر الأنباري كان أبو عبيد يقسم الليل أثلاثا فينام ثلثه ويصلي ثلثه ويصنف ثلثه ومناقبه وفضائله كثيرة جدا ذكره البخاري في جزء القراءة خلف الامام وحكى عنه في كتاب الأدب وفي كتاب أفعال العباد وذكره أبو داود في تفسير أسنان الإبل من كتاب الزكاة ورثاه عبد الله بن طاهر لما بلغه موته. قلت: قد وجدت له رواية في الصحيح والموضع الذي حكاه عنه في الأدب قوله عقب قول ابن الحنفية (هل جزاء الاحسان إلا الاحسان). قال هي مسجلة للبر والفاجر قال أبو عبيد مسجلة مرسلة.
وذكره الترمذي في الجامع في غير موضع منها في القراءات قال وقرأ أبو عبيد (والعين بالعين) يعني بضم النون ووقع في الصحيح في أحاديث الأنبياء عليهم السلام قال أبو عبيد كلمته كن فكان فهذا رأيته من كلام أبي عبيدة معمر بن المثنى أيضا وفي الصحيح أيضا في الزكاة وقال أبو عبيد كل بستان عليه حائط فهو حديقة وفي كتاب الرقاق من الصحيح قال الفربري قال أبو جعفر يعني وراق البخاري سألت البخاري فقال سمعت أحمد ابن عاصم يقول سمعت أبا عبيد يقول قال الأصمعي وأبو عمرو وغيرهما جذر قلوب الرجال الحذر الأصل من كل شئ.
وقال أبو حاتم الرازي لم أر أهل الحديث عنده فلم أكتب عنه وهو صدوق وقال ابن حبان في الثقات كان أحد أئمة الدنيا صاحب حديث وفقه ودين وورع ومعرفة بالأدب وأيام الناس جمع وصنف واختار وذب عن الحديث ونصره وقمع من خالفه وقال الأزهري في كتاب التهذيب كان أبو عبيد دينا فاضلا عالما فقيها صاحب سنة وقال ثعلب كان عاقلا لو حضره الناس يتعلمون من سمته وهديه لاحتاجوا.
(٢٨٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 280 281 282 283 284 285 286 287 288 289 290 ... » »»