تهذيب التهذيب - ابن حجر - ج ٨ - الصفحة ١١٤
ابن حطان حتى رجع عن رأي الخوارج انتهى هذا أحسن ما يعتذر به عن تخريج البخاري له واما قول من قال إنه خرج ما حمل عنه قبل أن يرى ما رأى ففيه نظر لأنه اخرج له من رواية يحيى بن أبي كثير عنه ويحيى إنما سمع منه في حال هربه من الحجاج وكان الحجاج يطلبه ليقتله من أجل المذهب وقصته في هربه مشهورة.
واما قول أبي داود ان الخوارج أصح أهل الأهواء حديثا فليس على اطلاقه فقد حكى ابن أبي حاتم عن القاضي عبد الله بن عقبة المصري وهو ابن لهيعة عن بعض الخوارج ممن تاب انهم كانوا إذا هووا أمرا صيروه حديثا. وقال العقيلي عمران بن حطان لا يتابع وكان يرى رأي الخوارج يحدث عن عائشة ولم يتبين سماعه منها انتهى وكذا جزم ابن عبد البر بأنه لم يسمع منها وليس كذلك فان الحديث الذي أخرجه له البخاري وقع عنده التصريح بسماعه منها وقد وقع التصريح بسماعه منها في المعجم الصغير للطبراني باسناد صحيح.
وكذا روى الرياشي عن أبي الوليد الطيالسي عن أبي عمرو بن العلاء عن صالح ابن سرح اليشكري عن عمران بن حطان قال كنت عند عائشة. وقال ابن حبان في الثقات كان يميل إلى مذهب الشراة. وقال ابن البرقي كان حروريا وقال الدارقطني متروك لسوء اعتقاده وخبث مذهبه وقال المبرد في الكامل كان رأس القعد من الصفرية وفقيههم وخطيبهم وشاعرهم انتهى والقعد الخوارج كانوا لا يرون بالحرب بل ينكرون على امراء الجور حسب الطاقة ويدعون إلى رأيهم ويزينون مع ذلك الخروج ويحسنونه.
وقال أبو نواس:
فكأني وما أحسن منها * قعدي يزين التحكيما لكن ذكر أبو الفرج الأصبهاني انه إنما صار قعديا لما عجز عن الحرب والله أعلم. قلت:
وكان من المعروفين في مذهب الخوارج وكان قبل ذلك مشهورا بطلب العلم والحديث ثم ابتلي وساق بسند صحيح عن ابن سيرين قال تزوج عمران امرأة من الخوارج ليردها عن مذهبها فذهبت به وسماها في رواية أخرى حمنة وأنشد له من شعره:
لا يعجز الموت شئ دون خالقه * والموت يفني إذا ما ناله الأجل وكل كرب أمام الموت منقشع * والكرب والموت مما بعده جلل
(١١٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 ... » »»