تهذيب التهذيب - ابن حجر - ج ٧ - الصفحة ٢٧٦
عليه القرآن أربع مرات وأخذها أيضا عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى....
... عيسى بن عمر والأعمش وأبي بكر بن عياش وسمع منهم الحديث ومن سليمان ابن أرقم وجعفر الصادق والعرزمي وابن عيينة وغيرهم. ثم دخل البصرة وأخذ عن الخليل ابن أحمد وسأله عن من أخذ اللغة فقال من بوادي العرب بنجد وتهامة فخرج الكسائي إلى الحجاز فأقام مدة في البادية حتى حصل من ذلك ما ذكر أنه افنى عليه خمس عشرة قنينة من الحبر غير ما حفظه ولما رجع تصدر وناظر يونس بن حبيب وغيره واختار لنفسه قراءة حملت عنه وعرفت به ثم استوطن بغداد وعلم الرشيد ثم علم ولده الأمين وكانت له وجاهة تميزه عندهم.
روى عنه القراءات أبو عمر الدوري وأبو الحارث الليث بن خالد ونصير بن يوسف وقتيبة بن مهران وأحمد بن سريج وأبو عبيد ويحيى الفراء وخلف بن هشام وغيرهم.
ورووا عنه الحديث وله مناظرات مع الترمذي صاحب ابن عمرو ويقال إن سبب تسميته الكسائي أنه كان يحضر مجلس حمزة بالليل ملتفا في كساء وقيل أحرم في كساء فلقب الكسائي وأثنى عليه الشافعي في النحو وقال ابن الأنباري كان أعلم الناس بالنحو والعربية والقراءات وكانوا يكثرون عليه في القراءات فجمعهم وجلس على كرسي وتلى القرآن من أوله إلى آخره وهم يستمعون ويضبطون عنه حتى الوقف والابتداء.
وقال إسحاق بن إبراهيم سمعته يقرأ القرآن مرتين وقال خلف بن هشام كنت احضر قراءته والناس ينقطعون مصاحفهم على قراءته وله من الكتب معاني القرآن وكتاب في النحو وكتاب النوادر الكبير وغير ذلك وله مع سيبويه المناظرة المشهورة ومع اليزيدي مجالس معدودة عند الرشيد وغيره وكانت وفاته وهو في صحبة الرشيدي بالري فمات بها في سنة ثمانين أرخه سلمة بن عاصم ووافقه آخرون وقيل مات سنة إحدى وقيل اثنتين وقيل ثلاث وقيل خمس وقيل سنة ثلاث وتسعين والأول هو المعتمد ذكره صاحب الكمال.
534 - علي بن أبي حمله بفتح الحاء المهملة والميم القرشي أبو نصر الفلسطيني.
(٢٧٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 271 272 273 274 275 276 277 278 279 280 281 ... » »»