تهذيب التهذيب - ابن حجر - ج ٥ - الصفحة ٦
فيه وأهل الحديث يخالفون يحيى بن سعيد فيه ويوثقونه وحكى الساجي عن أحمد في حديثه بعض الضعف وقال الدارقطني ويعقوب بن سفيان ثقة ونقل ابن خلفون توثيقه عن ابن نمير.
9 - م د (مسلم وأبي داود) طارق بن عمرو المكي الأموي مولاهم القاضي.
سمع من جابر بن عبد الله. وعنه حميد بن قيس الأعرج وحكى عنه سليمان بن يسار وغيره. قال الواقدي ولاه عبد الملك بن مروان المدينة فلما قتل مصعب بن الزبير دعا إلى طاعة عبد الملك وأخرج طلحة بن عبد الله بن عوف وكان واليا لعبد الله بن الزبير وقال أبو زرعة ثقة. قلت: قال أين أبي حاتم سئل أبو زرعة عن طارق قاضي مكة فقال ثقة وقد عاب ابن عساكر على ابن أبي حاتم هذا الكلام فقال في ترجمة طارق بن عمرو وهم ابن أبي حاتم من وجوه (أحدها) قوله قاضي مكة وإنما كان ذلك بالمدينة (والثاني) في قوله روى عن جابر وإنما قضى بقوله (والثالث) قوله روى عنه سليمان وإنما حكى فعله يعني أن سليمان بن يسار روى الحديث عن جابر بلا واسطة. قلت: ويؤيد ذلك ويزيده إيضاحا ما رواه عبد الرزاق في مصنفه عن ابن جريج عن أبي الزبير عن جابر قال أعمرت امرأة بالمدينة حائطا لها ابنا لها ثم توفي وترك ولدا وتوفيت بعده وتركت ولدين آخرين فقال ولدا المعمرة رجع الحائط الينا وقال ولد المعمر بل كان لا بينا حياته وموته فاختصموا إلى طارق مولى عثمان فدخل جابر فشهد على رسول الله صلى الله عليه وسلم بالعمري لصاحبها فقضى بذلك طارق ثم كتب إلى عبد الملك فأخبره بذلك وأخبره بشهادة جابر فقال عبد الملك صدق جابر فأمضى ذلك قال وذلك الحائط لبني المعمر حتى اليوم. وساق ابن عساكر من طريق الواحدي بسنده عن جابر بن عبد الله قال نظرت إلى أمور كلها أتعجب منها عجبت لمن سخط ولاية عثمان حتى ابتلوا بطارق مولاه على منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقال أبو الفرج الأموي كان طارق من ولاة الجور وقال عمر بن عبد العزيز لما ذكره الحجاج وقرة بن شريك وكانوا إذ ذاك ولاة الأمصار امتلأت الأرض جورا. وذكر الواقدي بسنده أن عبد الملك جهز طارقا في ستة آلاف إلى قتال من بالمدينة من جهة ابن
(٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « 1 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 ... » »»