ابن معاوية سنة (64) وقيل سنة (65) وغلب على الحجاز والعراقين واليمن ومصر وأكثر الشام وكانت ولايته تسع سنين وقتله الحجاج بن يوسف في أيام عبد الملك بن مروان سنة (73) في قول الأكثرين وقيل سنة (2). قلت: لا يتجه ما تقدم في صدر الترجمة أن أمه هاجرت به وهي حامل وأنها ولدته بعد مضي عشرين شهرا من الهجرة إلا بتقدير أن يكون أقام في بطنها نحو سنتين ولم أر من صرح بذلك والظاهر أن قول من قال ولد في السنة الأولى أقرب إلى الصحة وإن كان الأكثر على خلافه ويدل على ذلك قول الواقدي ان عائشة أقامت مع النبي صلى الله عليه وسلم تسع سنين وخمسة أشهر لأنه بنى بها في شوال من السنة الأولى وقد ثبت ان عائشة وأسماء هاجرتا معا مع بنات النبي صلى الله عليه وسلم ومع آل أبي بكر فنزلوا جميعا وثبت في الصحيح عن أسماء انها قالت نزلت قباء وانا متم فوضعت بقباء.
فصح أنه ولد في أول سنة ويؤيده ما أخرج الأبري في مناقب الشافعي حدثني محمد ابن يونس أخبرني الربيع قال قيل للشافعي هل سمع عبد الله بن الزبير من النبي صلى الله عليه وسلم قال نعم وحفظ عنه ومات النبي صلى الله عليه وسلم وهو ابن تسع سنين.
ومناقب عبد الله واخباره كثيرة جدا وخلافته صحيحة خرج عليه مروان بعد أن بويع له في الآفاق كلها إلا بعض قرى الشام فغلب مروان على دمشق ثم غزا مصر فملكها ومات بعد ذلك فغزا بعد مدة عبد الملك بن مروان العراق فقتل مصعب بن الزبير ثم أغزى الحجاج مكة فقتل عبد الله وقد كان عبد الله أولا امتنع من بيعة يزيد بن معاوية وسمى نفسه عائذ البيت وامتنع بالكعبة فأغزا يزيد جيشا عظيما فعلوا بالمدينة في وقعة الحرة ما اشتهر ثم ساروا من المدينة إلى مكة فحاصروا ابن الزبير ورموا البيت بالمنجنيق وأحرقوه فجاءهم نعي يزيد بن معاوية وهم على ذلك فرجعوا إلى الشام فلما غزا الحجاج مكة كما فعل اسلافه ورمى البيت بالمنجنيق وارتكب أمرا عظيما وظهرت حينئذ شجاعة ابن الزبير فحمى المسجد وحده وهو في عشر الثمانين بعد أن خذله عامة أصحابه حتى قتل صابرا محتسبا مقبلا غير مدبر رحمه الله تعالى ورضي عنه.