تهذيب التهذيب - ابن حجر - ج ٣ - الصفحة ٣٦٤
قلت: وقد وصله أبو يعلى في سنده فقال حدثنا إبراهيم بن الحجاج ثنا عبد العزيز ابن المختار حدثني موسى بن عقبة حدثني سالم بن عبد الله عن زيد بن عمرو بن نفيل قال ولا أراه حدث ذلك إلا عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن زيد بن عمرو خرج إلى الشام يسأل عن الدين فذكر الحديث بطوله وقد ذكر زيد بن عمرو هذا جماعة في الصحابة منهم البغوي وابن مندة ولكنه لم يدرك البعثة وكان هجر عبادة الأوثان ورحل في طلب دين إبراهيم إلى الشام وغيرها.
قالت أسماء بنت أبي بكر لقد رأيت زيد بن عمرو بن نفيل مسندا ظهره إلى الكعبة يقول يا معشر قريش والذي نفسي بيده ما أصبح منكم أحد على دين إبراهيم غيري وكان يحيى المؤودة يقول للرجل إذا أراد أن يقتل ابنته لا تقتلها فانا أكفيك مؤنتها وكان يقول اللهم لو أني أعلم أحب الوجوه إليك لعبدتك به ولكني لا أعلم ثم يسجد على راحلته.
أخرجه البخاري تعليقا ووصله النسائي ووصله النسائي والبغوي وابن إسحاق في السيرة الكبرى يزيد بعض على بعض. وأخرج البغوي من وجه آخر عن أسماء انه كان يعيب على قريش ذبائحهم لغير الله، وأخرج البخاري (1) وأبو يعلى من طريق ابن عمر خرج زيد بن عمر ويطلب الدين فلقى عالما من علماء اليهود فسأله عن دينهم فقال إنك لن تكون على ديننا حتى تأخذ بنصيبك من غضب الله فقال لا أفر إلا من غضب الله الحديث بطوله وفيه انهم اتفقوا على أن الدين الحق دين إبراهيم ورجع فمات قبل أن يبعث النبي صلى الله عليه وسلم.
وأخرج البغوي والطبراني من طريق أسامة بن زيد بن حارثة قال خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مردفي فلقي زيد بن عمرو فقال له يا زيد مالي أرى قومك أبغضوك قال خرجت ابتغي هذا الدين فذكر الحديث وفيه أن بعضهم قال له ان الدين الذي تطلبه قد ظهر ببلادك فرجع وانزل على النبي صلى الله عليه وسلم بعده فقال النبي صلى الله عليه وسلم انه يبعث يوم القيامة أمة وحده. وقال أبو داود الطيالسي في المسند حدثنا المسعودي عن نفيل بن هاشم بن سعيد ابن زيد عن أبيه عن جده ان زيد بن عمرو بن نفيل وورقة بن نوفل خرجا يلتمسان الدين حتى انتهيا إلى راهب بالموصل فذكر الحديث وفيه قال ابنه يعني سعيدا للنبي صلى الله عليه وسلم كان كما رأيت

(1) المحاربي - هامش وتهذيب الكمال.
(٣٦٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 359 360 361 362 363 364 365 366 367 368 369 ... » »»