تهذيب التهذيب - ابن حجر - ج ٢ - الصفحة ٣٤٣
فقال من صيد البحر لا بأس به قال قتيبة فقلت يا أبا مقاتل هذا موضوع فقال هو في كتابي وتقول موضوع قلت نعم وضعوه في كتابك وقال ابن عدي سمعت ابن حماد يقول قال السعدي أبو مقاتل كان فيما حدث ينشئ الكلام الحسن اسنادا وأورد له ابن عدي من طريق خلف بن يحيى عنه عن عبد العزيز بن أبي رواد عن ابن طاووس حديثا ثم قال عبد العزيز عن ابن طاووس ليس بمستقيم قال وأبو مقاتل له أحاديث كثيرة ويقع في حديثه مثل ما ذكرت أو أعظم وليس هو ممن يعتمد على رواياته.
وقال ابن حبان كان صاحب تقشف وعبادة ولكنه يأتي بالأشياء المنكرة التي يعلم من كتب الحديث انه ليس لها أصل وقد سئل عنه ابن المبارك فقال خذوا عن أبي مقاتل عبادته وحسبكم قال وكان قتيبة يحمل عليه شديدا ويضعفه بمرة وقال كان لا يدري ما يحدث به وكان عبد الرحمن بن مهدي يكذبه وقال نصر بن حاجب ذكرته لابن مهدي فقال لا تحل الرواية عنه فقلت عسى أن يكون كتب له في كتابه وجهل ذلك فقال كيف بما ذكرت عنه أنه قال ماتت أمي بمكة فأردت الخروج منها فتكاريت فلقيت عبيد الله ابن عمر فقال حدثني نافع عن ابن عمر رفعه من زار قبر أمه كان كعمرة قال فقطعت الكراء وأقمت. قال وكان وكيع يكذبه وقال السليماني هو في عداد من يضع الحديث.
ونقل الحاكم عن إبراهيم بن طهمان مثل ما نقله ابن حبان عن ابن المبارك وقال الحاكم والنقاش روى أحاديث موضوعة ووهاه الدارقطني واما الخليلي فقال مشهور بالصدق غير مخرج له في الصحيح وكان يفتي وله في الفقه محل وتعنى بجميع حديثه (1) ومات سنة (208).
ذكره الترمذي في العلل التي في آخر الجامع فقال حدثنا موسى بن حرام سمعت صالح ابن عبد الله الترمذي يقول كنا عند أبي مقاتل السمرقندي فجعل يروي عن عون بن أبي شداد الأحاديث الطوال في وصية لقمان وقيل سعيد بن جبير وما أشبه ذلك فقال ابن أخيه يا عم لا تقل حدثني عون فإنك لم تسمع هذه الأشياء فقال يا بني هو كلام حسن. أغفله المزي وهو على شرطه فقد ذكر انظار ذلك والله الموفق.

(1) وفي لسان الميزان وتعني بجمع حديثه خلف بن يحيى قاضي الري اه‍.
(٣٤٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 338 339 340 341 342 343 344 345 346 347 348 ... » »»