تهذيب التهذيب - ابن حجر - ج ٢ - الصفحة ٢٠٢
وهب. وقال ابن عدي سألت عبد الله بن محمد بن إبراهيم الفرهاذاني (1) أن يملي علي شيئا من حديث حرملة فقال لي يا بني ما تصنع بحرملة صعب وقال أحمد بن صالح صنف ابن وهب مائة الف حديث وعشرين الف حديث عند بعض الناس النصف يعني نفسه وعند بعض الناس منها الكل يعني حرملة. قال ابن عدي وقد تبحرت حديث حرملة وفتشته الكثير فلم أجد فيه ما يجب أن يضعف من أجله ورجل يكون حديث ابن وهب كله عنده فليس ببعيد أن يغرب على غيره كتبا ونسخا واما حمل أحمد بن صالح عليه فان احمد سمع في كتب حرملة من ابن وهب فأعطاه نصف سماعه ومنعه النصف فتولد بينهما العداوة من هذا وكان من يبدأ بحرملة إذا دخل مصر لم يحدثه أحمد بن صالح وما رأينا أحدا جمع بينهما كذا قال وقد جمع بينهما أحمد بن رشدين شيخ الطبراني لكن يحمل قول ابن عدي على الغرباء. مات حرملة سنة (244) كذا قال ابن يونس ولد سنة (166) وتوفي لتسع بقين من شوال سنة (43) قلت: وبقية كلام ابن يونس وكان من املا الناس بما روى ابن وهب ونقل أبو عمر الكندي أن سبب كثرة سماعه من ابن وهب أن ابن وهب استخفى عندهم لما طلب للقضاء قال ونظر إليه اشهب فقال هذا خير أهل المسجد وقال العقيلي كان اعلم الناس بابن وهب وهو ثقة إن شاء الله تعالى وذكره ابن حبان في الثقات وقال أبو عبد الله البوشنجي سمعت عبد العزيز بن عمران المصري يقول لقيت حرملة بعد موت الشافعي فقلت له أخرج إلي فهرست كتب الشافعي قال فأخرجه إلي فقلت ما سمعتم من هذه الكتب قال فسمى لي سبعة كتب أو ثمانية فقال هذا كل شئ عندنا عن الشافعي عرضا وسماعا. قال أبو عبد الله البوشنجي فروى عنه الكتب كلها سبعين كتابا أو أكثر وزاد أيضا ما لم يصنفه الشافعي وذاك انه روى عنه فيما أخبرنا بعض أصحابنا كتاب الفرق بين السحر والنبوة وانه قيل له في ذلك فقال هذا تصنيف حفص الفرد وقد عرضته على الشافعي فرضيه.
.

(1) الفرهاذاني ضبطه صاحب لب اللباب بالفتح والسكون نسبه إلى فرهاذان قرية من قرى نسا بخراسان اه‍ أبو الحسن
(٢٠٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 197 198 199 200 201 202 203 204 205 206 207 ... » »»