تهذيب التهذيب - ابن حجر - ج ١ - الصفحة ٣٦
ثناء النسائي عليه فسمعت محمد بن هارون بن حسان البرقي يقول هذا الخراساني يتكلم في أحمد بن صالح وحضرت مجلس أحمد فطرده من مجلسه فحمله ذلك على أن يتكلم فيه. قال وهذا أحمد بن حنبل قد اثنى عليه وحديث الدين النصيحة قد رواه عن ابن وهب يونس ابن عبد الأعلى وحدث به عن مالك محمد بن خالد بن عثمة (1) وقال الخطيب احتج بأحمد جميع الأئمة إلا النسائي ويقال كان آفة أحمد الكبر ونال النسائي منه جفاء في مجلسه فذلك السبب الذي أفسد الحال بينهما.
قال أبو سعيد بن يونس ولد بمصر سنة (175) وقال البخاري وغير واحد توفي في ذي القعدة سنة (248). قلت. وقال الخليلي اتفق الحفاظ على أن كلام النسائي فيه تحامل وقال أبو حاتم قال ابن حبان في كتاب الثقات كان أحمد بن صالح في الحديث وحفظه عنه أهل مصر كأحمد بن حنبل عند أهل العراق ولكنه كان صلفا تياها (2) والذي يروي عن معاوية بن صالح عن يحيى بن معين ان أحمد بن صالح كذاب فإن ذاك أحمد بن صالح الشمومي شيخ كان بمكة يضع الحديث سأل معاوية عنه يحيى فأما هذا فهو يقارن ابن معين في الحفظ والاتقان انتهى.
ويقوي ما قاله ابن حبان ان يحيى بن معين لم يرد صاحب الترجمة ما تقدم عن البخاري أن يحيى بن معين ثبت أحمد بن صالح المصري صاحب الترجمة وقال أبو جعفر العقيلي كان أحمد بن صالح لا يحدث أحدا حتى يسأل عنه فجاءه النسائي وقد صحب قوما من أصحاب الحديث ليسوا هناك فأبى أحمد أن يأذن له فكل شئ قدر عليه النسائي ان جمع أحاديث قد غلط فيها ابن صالح فشنع بها ولم يضر ذلك ابن صالح شيئا هو امام ثقة.

(1) بمثلثة ساكنة قبلها فتحة اه‍ تقريب.
(2) الصلف بالتحريك التكلم بما يكرهه صاحبك والتمدح بما ليس عندك والادعاء فوق ذلك تكبرا والتيه بالكسر الكبر والضلال اه‍ قاموس.
(٣٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 ... » »»