فيما أرى. قال وهب بن جرير جزى الله إسحاق بن راهويه عن الاسلام خيرا. وقال نعيم ابن حماد إذا رأيت الخراساني يتكلم في إسحاق فاتهمه في دينه وقال أحمد لم يعبر الجسر إلى خراسان مثله وقال أيضا لا أعرف له بالعراق نظيرا وقال مرة لما سئل عنه إسحاق عندنا امام من أئمة المسلمين وقال محمد بن أسلم الطوسي لما مات كان اعلم الناس ولو عاش الثوري لاحتاج إلى إسحاق. وقال النسائي إسحاق أحد الأئمة وقال أيضا ثقة مأمون وقال ابن خزيمة والله لو كان في التابعين لأقروا له بحفظه وعلمه وفقهه.
وقال أبو داود الخفاف سمعت إسحاق يقول لكأني أنظر إلى مائة ألف حديث في كتبي وثلاثين ألفا أسردها وقال أملى علينا إسحاق أحد عشر ألف حديث من حفظه ثم قرأها علينا فما زاد حرفا ولا نقص حرفا وقال أبو حاتم ذكرت لابي زرعة إسحاق وحفظه للأسانيد والمتون فقال أبو زرعة ما روى احفظ من إسحاق. قال أبو حاتم والعجب من إتقانه وسلامته من الغلط مع ما رزق من الحفظ. وقال أحمد بن سلمة قلت لابي حاتم انه املى التفسير عن ظهر قلبه فقال أبو حاتم وهذا أعجب فان ضبط الأحاديث المسندة أسهل وأهون من ضبط أسانيد التفسير وألفاظها. وقال إبراهيم بن أبي طالب أملى المسند كله من حفظه مرة وقرأه من حفظه مرة.
وقال الآجري سمعت أبا داود يقول إسحاق بن راهويه تغير قبل أن يموت بخمسة أشهر وسمعت منه في تلك الأيام فرميت به. ومات سنة (7) أو (238) وقال حسين القباني (1) مات ليلة النصف من شعبان سنة (238) وقال البخاري مات وهو ابن (77) سنة. قلت. وفي تاريخ البخاري مات ليلة السبت لأربع عشرة خلت من شعبان من السنة وفي الكنى للدولابي مات ليلة نصف شعبان قال وفي ذلك يقول الشاعر:
يا هدة ما هددنا ليلة الأحد * في نصف شعبان لا تنسى مدى الأبد وساق الدولابي نسبه إلى حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم فقال إسحاق ابن إبراهيم بن مخلد بن إبراهيم بن عبد الله بن بكر بن عبيد الله بن غالب بن عبد الوارث