الإصابة - ابن حجر - ج ٨ - الصفحة ١١٠
فبلغتها خطبته فقالت لا أدع بني عمي الطوال مثل عوالي الرماح وأتزوج شيخا فلما بلغه ذلك قال من أبيات وقاك الله يا ابنة آل عمرو * من الفتيان أمثالي ونفسي وقالت إنه شيخ كبير * وهل خبرتها أني بن أمس وقد علم المراضع في جمادي * إذا استعجلن عن حز بنهس إلى أن قال وأني لا أبيت بغير نحر * وأبدأ بالأرامل حين أمسي وأني لا يهر الكلب ضيفي * ولا جاري يبيت خبيث نفس فأجابته بأبيات قال أبو عمر قدمت على النبي صلى الله عليه وسلم مع قومها من بني سليم فأسلمت معهم فذكروا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يستنشدها ويعجبه شعرها وكانت تنشده وهو يقول هيه يا خناس ويومئ بيده قالوا وكانت الخنساء تقول في أول أمرها البيتين أو الثلاثة حتى قتل أخوها شقيقها معاوية بن عمرو وقتل أخوها لأبيها صخر وكان أحبهما إليها لأنه كان حليما جوادا محبوبا في العشيرة كان غزا بني أسد فطعنه أبو ثور الأسدي طعنة مرض منها حولا ثم مات فلما قتل أخواها أكثرت من الشعر فمن قولها في صخر أعيني جوادا ولا تجمدا * ألا تبكيان لصخر الندى ألا تبكيان الجرئ الجميل * ألا تبكيان الفتى السيدا طويل النجاد عظيم الرماد * ساد عشيرته أمردا ومن قولها فيه وإن صخرا لمولانا وسيدنا * وإن صخرا إذا نشتو لنحار
(١١٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 ... » »»