الإصابة - ابن حجر - ج ٧ - الصفحة ٣٩
الزهري عن عروة عن عائشة رضي الله تعالى عنها أنها كانت تدعو على من يقول إن أبا بكر الصديق رضي الله تعالى عنه قال هذه القصيدة ثم تقول والله ما قال أبو بكر بيت شعر في الجاهلية ولا في الاسلام ولكن تزوج امرأة من بني كنانة ثم بنى عوف فلما هاجر طلقها فتزوجها بن عمها هذا الشاعر فقال هذه القصيدة يرثي كفار قريش الذين قتلوا ببدر فتحامى الناس أبا بكر من أجل المرأة التي طلقها وإنما هو أبو بكر بن شعوب قلت وكانت عائشة أشارت إلى الحديث الذي أخرجه الفاكهي في كتاب مكة عن يحيى بن جعفر عن علي بن عاصم عن عوف بن أبي جميلة عن أبي القموص قال شرب أبو بكر الخمر في الجاهلية فأنشأ يقول فذكر الأبيات فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقام يجر إزاره حتى دخل فتلقاه عمر وكان مع أبي بكر فلما نظر إلى وجهه محمرا قال نعوذ بالله من غضب رسول الله صلى الله عليه وسلم والله لا يلج لنا رأسا أبدا فكان أول من حرمها على نفسه واعتمد نفطويه على هذه الرواية فقال شرب أبو بكر الخمر قبل أن تحرم ورثى قتلى بدر من المشركين وأما ما أخرج البزار عن أبي كريب وجنادة عن يونس بن بكير عن مطر بن ميمون حدثنا أنس بن مالك قال كنت ساقي القوم وفيهم رجل يقال له أبو بكر من بني كنانة فلما شرب قال تحيى أم بكر بالسلام * وهل لي بعد قومك من سلام يحدثنا الرسول بأن سنحيى * وكيف حياة أصداء وهام قال فنزل تحريم الخمر فذكر الحديث وفيه كسر الآنية وإهراق ما فيها قال بن فتحون وهذا البيت لأبي بكر شداد بن الأسود بن شعوب من جملة قصيدة رثى بها أهل بدر فلعل أبا بكر الكناني تمثل بها في حال شربه قلت خفي على بن فتحون أن أبا بكر بن شعوب هو أبو بكر الكناني وظن أن الكناني مسلم وأن بن شعوب لم يسلم فلذلك استدركه وقد ذكر بن هشام في زيادات السيرة أن بن شعوب المذكور كان أسلم ثم ارتد والله أعلم (9638) أبو بكرة الثقفي نفيع بن الحارث تقدم
(٣٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 ... » »»