الإصابة - ابن حجر - ج ٥ - الصفحة ٩٨
روى حديثه البلوي عن عمارة بن زيد عن عبد الله بن العلاء عن عبد الرحمن بن حميد بن عبد الرحمن قال كان حميد بن عبد الرحمن يقول سمعت أبي يقول سافرت إلى اليمن قبل المبعث بسنة فنزلت على عسكلان بن عواكن الحميري وكان شيخا كبيرا قد أنسئ له في العمر حتى عاد كالفرخ وهو يقول إذا ما الشيخ صم فلم يكلم * وأودى سمعه الا يدايا فذاك الداء ليس له دواء * سوى الموت المنطق بالرزايا شهدت بنا مع الأملاك منا * وأدركت المواقف في القضايا فبادوا أجمعين فصرت حلسا * صريعا لا أبوح إلى الخلايا قال عبد الرحمن وكنت إذا قدمت نزلت عليه فلا يزال يسألني عن مكة وأحوالها وهل ظهر فيها من خالف دينهم أو لا حتى قدمت القدمة التي بعث النبي صلى الله عليه وسلم وانا غائب فيها فنزلت عليه فقعد وقد شد عصابة على عينيه فقال لي انتسب يا أخا قريش فقلت انا عبد الرحمن بن عوف بن عبد عوف بن عبد الحارث بن زهرة قال حسبك قال الا أبشرك ببشارة وهي خير لك من التجارة قلت بلى قال اتيتك بالمعجبة وأبشرك بالمرغبة ان الله قد بعث في الشهر الأول من قومك نبيا ارتضاه صفيا وانزل عليه كتابا وفيا ينهى عن الأصنام ويدعو إلى الاسلام يأمر بالحق ويفعله وينهى عن الباطل ويبطله وهو من بني هاشم وان قومك لأخواله يا عبد الرحمن وازره وصدقه واحمل إليه هذه الأبيات أشهد بالله ذي المعالي * وفالق الليل والصباح انك في السر من قريش * وابن المفدى من الذباح أرسلت تدعو إلى يقين * ترشد للحق والفلاح هد كرور السنين ركني * عن مكر السير والرواح اشهد بالله رب موسى * انك أرسلت بالبطاح فكن شفيعي إلى مليك * يدعو البرايا إلى الصلاح قال عبد الرحمن فقدمت فلقيت أبا بكر وكان لي خليطا فأخبرته الخبر فقال هذا محمد بن عبد الله بعثه الله إلى خلقه رسولا فأته فأتيته وهو في بيت خديجة
(٩٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 ... » »»