ميزان الاعتدال - الذهبي - ج ٤ - الصفحة ٥٠٢
وقال أبو سعيد الأشج: قدم جرير بن عبد الحميد فأخلى مجلس أبى بكر، فقال أبو بكر: والله لأخرجن غدا من رجالي رجلين لا يبقى عند جرير أحد. قال: فأخرج أبا إسحاق وأبا حصين. قال الإمام أحمد: أبو بكر أسن من الثوري بسنة. وقال الأحمسي: ما رأيت أحدا أحسن صلاة من أبى بكر بن عياش. وقال نعيم بن حماد:
كان أبو بكر بن عياش يبزق في وجون أصحاب الحديث.
أبو حاتم، حدثنا الحسن بن عاصم، قال: كان في سكة أبى بكر كلب إذا رأى.
إنسانا معه محبرة هر عليه، فاحتال أصحاب الحديث فأطعموه شيئا قتلوه، فمر به أبو بكر وهو ملقى فقال: مات من كان يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر.
وقد أثنى على أبي بكر ابن عدي، وقال: لم أجد له حديثا منكرا من رواية ثقة عنه.
وقال يزيد بن هارون: كان أبو بكر خيرا فاضلا لم يضع جنبه إلى الأرض أربعين سنة.
وقال ابن معين: لم يفرش له فراش خمسين سنة. وقال يحيى الحماني: حدثني أبو بكر بن عياش. قال: جئت ليلة إلى زمزم فاستقيت منه دلوا لبنا وعسلا.
ورواها بشر بن الوليد عن أبي بكر. وقال أبو هشام الرفاعي: سمعت أبا بكر بن عياش يقول: الخلق أربعة: معذور، ومخبور، ومجبور، ومثبور. فالمعذور البهائم.
والمخبور ابن آدم، والمجبور الملائكة، والمثبور فإبليس.
ومن كلام أبى بكر قال: أدنى نفع السكوت السلامة وكفى بها عافية، وأدنى ضرر المنطق الشهرة وكفى بها بلية.
أبو داود، حدثنا حمزة بن سعيد المروزي، قال: سألت أبا بكر بن عياش، فقال: من زعم أن القرآن مخلوق فهو عندنا كافر زنديق.
أبو العباس بن مسروق، سمعت يحيى الحماني يقول: لما حضرت أبا بكر بن عياش الوفاة بكت أخته، فقال: ما يبكيك، انظري انظري إلى تلك الزاوية قد ختمت فيها ثماني عشرة ألف (1) ختمة.

(1) في س: آلاف.
(٥٠٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 497 498 499 500 501 502 503 504 505 506 507 ... » »»