8790 - منصور بن عمار الواعظ، أبو السرى، خراساني، ويقال بصرى زاهد شهير. يروى عن الليث، وابن لهيعة، ومعروف الخياط، وجماعة.
وعنه ابناه سليم (1)، وداود، وأحمد بن منيع، وعلي بن خشرم، وعدة. وإليه كان المنتهى في بلاغة الوعظ، وترقيق القلوب، وتحريك الهمم، وعظ ببغداد والشام ومصر، بعد صيته، واشتهر اسمه.
قال أبو حاتم: ليس بالقوى. وقال ابن عدي: منكر الحديث. وقال العقيلي:
فيه تجهم. وقال الدارقطني: يروى عن ضعفاء أحاديث لا يتابع عليها.
وذكر ابن يونس في تاريخه أن الليث حضر مجلسه فأعجبه وعظمه فنفذ (2) إليه ألف دينار. وقيل: إنه أقطعه خمسة عشر فدانا، وأن ابن لهيعة أقطعه خمسة فدادين.
قال أبو بكر بن أبي شيبة: كنا عند ابن عيينة، فجاء منصور بن عمار، فسأله عن القرآن فزبره وأشار إليه بعكازه، فقيل: يا أبا محمد، إنه عابد. فقال: ما أراه إلا شيطانا.
وعن عبدك العابد، قال: قيل لمنصور تتكلم بهذا الكلام ونرى منك أشياء!
قال: احسبوني درة على كناسة.
قال أحمد بن أبي الحوارى: سمعت عبد الرحمن بن مطرف يقول: رئي منصور ابن عمار بعد موته، فقيل له: ما فعل الله بك؟ قال: غفر لي، وقال لي: يا منصور، غفرت لك على تخليط فيك كثير إلا أنك كنت تحرض (3) الناس إلى ذكرى.
سليم بن منصور بن عمار، حدثني أبي، حدثنا بشير (4) بن طلحة، عن خالد بن دريك، عن يعلى بن منبه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تقول النار يوم القيامة: جز يا مؤمن فقد أطفأ نورك لهبي.