ميزان الاعتدال - الذهبي - ج ٣ - الصفحة ٨٢
وعن الفلاس أن رجلا جعل لعفان ألفى دينار على أن يعدل رجلا، فأبى، وقال ابن ديزيل: لما دعى عفان للمحنة كنت معه، فعرض عليه أن يقول - يعنى بخلق القرآن - فامتنع، فقيل: يحبس عطاؤك - وكان يعطى في الشهر ألفا، فقال (1):
وفي السماء رزقكم وما توعدون. قال: فدق عليه رجل شبهته بزيات فأحضر له ألف درهم، وقال له: ثبتك الله كما ثبت الدين. وهذه لك في كل شهر.
قال جعفر بن محمد الصائغ: اجتمع عفان، وابن المديني، وأبو بكر بن أبي شيبة، وأحمد بن حنبل، فقال عفان: ثلاثة يضعفون في ثلاثة: علي في حماد، وأحمد في إبراهيم بن سعد، وأبو بكر في شريك، فقال علي: وعفان في شعبة.
قلت: هذا منهم على وجه المباسطة، لان هؤلاء من صغار من كتب عن المذكورين، فقد ذكر عفان عند ابن المديني مرة، فقال: كيف أذكر رجلا يشك في حرف فيضرب على خمسة أسطر!
وسئل أحمد، من تابع عفان على كذا؟ فقال: وعفان يحتاج إلى متابع!
وقال ابن معين فيما سمعه منه يعقوب الفسوي: أصحاب الحديث خمسة: مالك، وابن جريج، وسفيان، وشعبة، وعفان.
وقال ابن معين: ابن مهدي - وإن كان أحفظ من عفان - فما هو من رجال عفان في الكتاب.
وقال أبو حاتم: عفان ثقة متقن متين (2).
قلت: مات سنة عشرين ومائتين، وقد قال أبو خيثمة: أنكرنا عفان قبل موته بأيام.
قلت: هذا التغير هو من تغير مرض الموت، وما ضره، لأنه ما حدث فيه بخطأ.

(1) سورة الذاريات آية 22.
(2) وفى نسخة: متقن وعليها علامة صح. ورأيت في نسخة بالميزان صحيحة: كذا في الأصل (هامش س).
(٨٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 ... » »»