وكان والده الحسن بن علي تاجرا من أهل دانية، قرأ القرآن على جده لامه الشيخ عتيق بن محمد.
قال ابن مسدى: رأيت الحذاق من علماء المغرب لا يزيدون على ذكر جدهم فرح إلا التعريف ببني الجميل، وقد كان أخوه أبو عمرو عثمان يلقب بالجمل (1) بن الجميل.
وكان أبو الخطاب علامة، نزل مصر في ظل ملكها إلى أن مات. وقد كان ولى قضاء دانية فأتى بزامر فأمر بثقب شدقه وتشويه خلقه، وأخذ مملوكا له فجبه واستأصل أنثييه وزبه، فرفع ذلك إلى المنصور ملك الوقت وجاءه النذير، فاختفى، وخرج خائفا يترقب، فعرج نحو إفريقية وشرق، ثم لم يعد. وكان قبل قد قام تاجرا، وسمع من محمد بن عبد الرحمن الحضرمي، ومن الخشوعي.
ولما عاد إلى الأندلس حدث بمقامات الحريري عن ابن الجوزي، عن المؤلف.
وليس ذا بصحيح. وسمع بالأندلس من ابن خير (2) بشكوال، والسهيلي، وجماعة.
ثم رأيت بخطه أنه سمع بين الستين إلى السبعين وخمسمائة من جماعة، كأبي بكر [بن خير و] (3) اللواتي وأبي الحسن بن حنين، وليس ينكر عليه.
قلت: بل ينكر عليه كما قدمنا. [قال] (4): وله تواليف تشهد باطلاعه.
قلت: وفي تواليفه أشياء تنقم عليه من تصحيح وتضعيف. ومولده سنة اثنتين وأربعين وخمسمائة، أو بعد ذلك /.
وقال ابن نقطة: كان موصوفا بالمعرفة والفضل إلا أنه كان يدعى أشياء لا حقيقة لها، وذكر لي ثقة - وهو أبو القاسم بن عبد السلام - قال: أقام عندنا ابن دحية، فكان يقول: أحفظ صحيح مسلم والترمذي، قال: فأخذت خمسة أحاديث من