سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٢٣ - الصفحة ٩
ثم طلب هو بنفسه، وارتحل، فسمع بالموصل من يحيى بن سعدون القرطبي، وخطيبها أبي الفضل الطوسي، وبدمشق من عبد الله بن عبد الواحد الكناني، وأبي المعالي بن صابر، ومحمد بن حمزة القرشي. وقد لزم الشيخ أبا الفرج ابن الجوزي، وقرأ عليه كثيرا، وأخذ عنه الوعظ، وجمع " ذيل التاريخ " لبغداد، وما تممه، وخدم في بعض الجهات، وناب عن الصاحب محيي الدين ابن الجوزي في الحسبة، وفتر عن الحديث، بل تركه، ثم طال عمره، وعلا سنده، واشتهر ذكره، فأعطي مشيخة المستنصرية. وكان يخضب بالسواد، ثم تركه. وكان آخر من حدث ببلده " بالصحيح " كاملا عن أبي الوقت، وتفرد بعدة أجزاء.
قال ابن نقطة: هو شيخ صالح السماع، صنف لبغداد " تاريخا " إلا أنه ما أظهره.
قلت: وكان له أصول يروي منها، وكان يتعاسر في الرواية.
حدث عنه ابن الدبيثي، وابن النجار، والسيف ابن المجد، والجمال الشريشي، والعز الفاروثي، والعلاء بن بلبان، وأحمد بن محمد ابن الكسار، والفقيه سعيد بن أحمد الطيبي، والمجد عبد العزيز ابن الخليلي، والشهاب الأبرقوهي، والتاج الغرافي، وآخرون.
وبالإجازة القاضيان الخويي والحنبلي، والفخر بن عساكر وابن عمه البهاء، وسعد الدين ابن سعد، وعيسى المطعم، وأحمد بن أبي طالب، وأبو نصر ابن الشيرازي.
قال ابن النجار: جمع " تاريخا " (1) ولم يكن محققا فيما ينقله

(1) سماه " درة الإكليل في تتمة التذييل "، قال ابن رجب: رأيت أكثره بخطه، وقد نقلت منه في هذا الكتاب كثيرا، وفيه فوائد جمة من أوهام وأغلاط ". وكتابه هذا يشبه تاريخ ابن الدبيثي، من حيث هو ذيل على ذيل السمعاني.
(٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 ... » »»