وقال: لو قدم علي من قتل ولدي وهو بذلك طيب وجدني أطيب منه.
ومن ذلك قوله: أمرد يقدم مداسي أخير من رضوانكم، وربع قحبة عندي أحسن من الولدان. أود أشتهي قبل موتي أعشق ولو صورة حجر. أنا متكل محير والعشق بي مشغول!
قال ابن إسرائيل: قال لي الشيخ: ما معنى قوله تعالى: * (كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله) * (1) قلت: يقول سيدي، قال: ويحك من الموقد ومن المطفئ، لا يسمع لله كلاما إلا منك فيك، فامح إنيتك.
وقال علي بن أنجب بن تاريخه (2):
الفقير الحريري شيخ عجيب، كان يعاشر الاحداث، كان يقال عنه:
إنه مباحي ولم تكن له مراقبة، كان يخرب، والفقهاء ينكرون فعله، وكان له قبول عظيم.
وروي عن الحريري: لو ضربنا عنقك على هذا القول ولعناك لاعتقدنا أنا مصيبون.
وممن انتصر له وخضع لكشفه الإمام أبو شامة (3)، فقال: كان عنده من القيام بواجب الشريعة ما لم يعرفه أحد من المتشرعين ظاهرا وباطنا، وأكثر الناس يغلطون فيه، كان مكاشفا لما في الصدور بحيث قد أطلعه الله على سرائر أوليائه.