سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٢٢ - الصفحة ٣٥٥
قال ابن خلكان: كان بيته بالموصل مجمع الفضلاء، اجتمعت به بحلب فوجدته مكملا في الفضائل والتواضع وكرم الأخلاق، فترددت إليه وكان الخادم أتابك طغرل قد أكرمه وأقبل عليه بحلب.
قلت: حدث عنه ابن الدبيثي، والقوصي، ومجد الدين ابن العديم وأبوه في " تاريخ حلب " وحدثنا عنه أبو الفضل بن عساكر، وأبو سعيد القضائي (1).
وكان يكتب اسمه كثيرا: " علي بن محمد بن عبد الكريم "، وكذا ذكره المنذري والقوصي وابن الحاجب وشيخنا ابن الظاهري في تخريجه لابن العديم، وإنما هو بلا ريب: " علي بن محمد بن محمد بن عبد الكريم " كما هو في نسب أخويه وابن أخيه شرف الدين، وكما ذكره ابن خلكان وابن الساعي وشمس الدين يوسف ابن الجوزي (2).
فأما الجزيرة المذكورة فهي مدينة بناها ابن عمر وهو الأمير عبد العزيز ابن عمر البرقعيدي، قاله ابن خلكان، وقال أيضا: رأيت في تاريخ ابن المستوفي (3) في ترجمة أبي السعادات المبارك بن الأثير - يعني مجد الدين - أنه من جزيرة أوس وكامل ابني عمر بن أوس التغلبي، وقيل: بل هي منسوبة إلى أمير العراق يوسف بن عمر الثقفي، فالله أعلم.
قال القاضي سعد الدين الحارثي: توفي عز الدين في الخامس

(1) في الأصل: " العضائي " مصحف، هو أبو سعيد سنقر القضائي شيخ الذهبي.
(2) هو يوسف بن قزأوغلي - أو قزغلي - بن عبد الله أبو المظفر شمس الدين، سبط أبي الفرج الجوزي، المتوفي سنة 654 ه‍.
(3) يعني: تاريخ إربل، المعروف بنباهة البلد الخامل بمن ورده من الأماثل، الذي حقق مجلده الثاني صديقنا الدكتور سامي الصقار العراقي نزيل السعودية.
(٣٥٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 350 351 352 353 354 355 356 357 358 359 360 ... » »»