سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٢٢ - الصفحة ١٢٨
الكامل وقت نوبة دمياط وسلطنه أخيه إبراهيم الفائز، ولاح ذلك للكامل فدارى حتى قدم إليه المعظم فأفضى إليه بسره، فجاء المعظم يوما إلى خيمة ابن المشطوب، فخرج إليه، وخضع، فقال: اركب نتحدث. فركب وتحدثا حتى أبعد به، ثم قال: يا فلان هذه البلاد لك، فنريد أن تهبها لنا، وأعطاه نفقة ووكل به أجنادا إلى الشام، ثم جهز الفائز ليطلب عسكر الجزيرة نجدة، فتوفي الفائز بسنجار.
قال ابن مسدي: كان محبا في الحديث وأهله، حريصا على حفظه ونقله، وللعلم عنده سوق قائمة على سوق. خرج له الشيخ أبو القاسم ابن الصفراوي أربعين حديثا سمعها منه جماعة.
وحكى عنه مكرم الكاتب أن أباه استجاز له السلفي.
قال ابن مسدي: وقفت أنا على ذلك وأجاز لي ولا بني.
وقال المنذري (1): أنشأ الكامل دار الحديث بالقاهرة، وعمر قبة على ضريح الشافعي، ووقف الوقوف على أنواع البر، وله المواقف المشهور في الجهاد بدمياط المدة الطويلة، وأنفق الأموال وكافح الفرنج برا وبحرا يعرف ذلك من شاهده، ولم يزل على ذلك حتى أعز الله الاسلام، وخذل الكفر.
وكان معظما للسنة وأهلها، راغبا في نشرها والتمسك بها، مؤثرا للاجتماع بالعلماء والكلام معهم حضرا وسفرا.
وقال بعضهم: كان شهما، مهيبا، عادلا، يفهم ويبحث. قيل:
شكا إليه ركبدار أن أستاذه استخدمه ستة أشهر بلا جامكية (2)، فأمر الجندي

(1) التكملة: 3 / الترجمة 2822.
(2) الجامكية: الراتب.
(١٢٨)
مفاتيح البحث: الشام (1)، العزّة (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 ... » »»