سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٢١ - الصفحة ٤٩٠
الانشاء، وعظم قدره. وله اليد البيضاء في الترسل، وصنف فيه. ثم عرض له فالج في أطرافه، وعجز عن الكتابة، ولزم داره، وأنشأ رباطا في قرية وقف عليه أملاكه، وله نظم يسير.
قال الإمام أبو شامة (1): قرأ الحديث والعلم والأدب، وكان رئيسا مشاورا، صنف (جامع الأصول) و (النهاية) و (شرحا لمسند الشافعي) وكان به نقرس، فكان يحمل في محفة، قرأ النحو على أبي محمد سعيد ابن الدهان، وأبي الحرم مكي الضرير. إلى أن قال: ولما حج سمع ببغداد من ابن كليب (2)، وحدث، وانتفع به الناس، وكان ورعا، عاقلا، بهيا، ذا بر وإحسان. وأخوه عز الدين علي صاحب (التاريخ)، وأخوهما الصاحب ضياء الدين مصنف كتاب (المثل السائر).
وقال ابن خلكان (3): لمجد الدين كتاب (الانصاف في الجمع بين الكشف والكشاف) تفسيري الثعلبي والزمخشري، وله كتاب (المصطفى المختار في الأدعية والاذكار)، وكتاب لطيف في صناعة الكتابة، وكتاب (البديع في شرح مقدمة ابن الدهان) وله (ديوان رسائل).
قلت: روى عنه ولده، والشهاب القوصي، والامام تاج الدين عبد المحسن بن محمد بن محمد بن الحامض شيخ الباجربقي وطائفة. وآخر من روى عنه بالإجازة الشيخ فخر الدين ابن البخاري (4).

(1) ذيل الروضتين: 69.
(2) أبو الفرج عبد المنعم بن عبد الوهاب بن كليب الحراني.
(3) وفيات الأعيان: 4 / 141.
(4) توفي ابن البخاري سنة 690 ومشيخته مشهورة.
(٤٩٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 485 486 487 488 489 490 491 492 493 494 495 ... » »»