سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٢١ - الصفحة ٤٣٢
قال أبو شامة (1): كان فقيرا جدا، روى (المسند) بإربل وبالموصل ودمشق، وكان يمرض بالتخم، كان السلطان يعمل له الألوان.
وقال ابن الأنماطي: كان أبوه قد وقف نفسه على مصالح المسلمين، والمشي في قضاء حوائجهم، وكان أكثر همه تجهيز الموتى على الطرق.
قال ابن نقطة (2): حدثنا أبو الطاهر ابن الأنماطي بدمشق، قال:
حدثني حنبل بن عبد الله قال: لما ولدت، مضى أبي إلى الشيخ عبد القادر الجيلي، وقال له: قد ولد لي ابن ما أسميه؟ قال: سمه حنبل، وإذا كبر سمعه (مسند) أحمد بن حنبل، قال: فسماني كما أمره، فلما كبرت سمعني (المسند)، وكان هذا من بركة مشورة الشيخ.
قال ابن الدبيثي (3): كان دلالا في بيع الاملاك، سئل عن مولده فذكر ما يدل على أنه في سنة عشر وخمس مئة أو إحدى عشرة، إلى أن قال:
وتوفي بعد عوده من الشام في ليلة الجمعة رابع (4) محرم سنة أربع وست مئة.
قال ابن الأنماطي: سمعت منه جميع (المسند) ببغداد أكثره بقراءتي عليه، في نيف وعشرين مجلسا، ولما فرغت (5) أخذ أرغبه في السفر إلى الشام فقلت: يحصل لك مال ويقبل عليك وجوه الناس ورؤساؤهم، فقال: دعني، فوالله ما أسافر لأجلهم، ولا لما يحصل منهم، وإنما أسافر

(1) ذيل الروضتين: 62.
(2) التقييد، الورقة: 91.
(3) ذيل تاريخ مدينة السلام، الورقة: 39 (باريس 5922).
(4) الذي في تكملة المنذري: (ليلة الرابع عشر) ومثله في مشيخة النجيب عبد اللطيف الحراني حيث ذكر أنه توفي في اليوم الثالث عشر من المحرم.
(5) يعني من سماعه.
(٤٣٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 427 428 429 430 431 432 433 434 435 436 437 ... » »»