سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٢١ - الصفحة ١٠٥
الوقت، وهلم جرا.
وخرج لنفسه أجزاء رواها.
أخذ عنه العليمي، وأبو المواهب بن صصري، وأقرانه.
قال ابن الدبيثي (1): كان أحد الأعيان والزهاد والنساك، حفظ القرآن، والفقه، وكتب الكثير، وجمع. وكان نبيلا، جامعا لصفات الخير، سمعت ابن الأخضر يعظم شأنه، ويصف زهده ودينه. وكان ثقة.
وقيل: إن الوزير عضد الدين ابن رئيس الرؤساء بعث إليه بألف دينار، فعلم المستضئ، فبعث بألف أخرى، فبعثت أم الخليفة بنفشا بألف أخرى، فما تصرف فيها، بل بنى بها مسجدا، واشترى كتبا وقفها، فانتفع بها الناس (2).
توفي الزيدي في شوال سنة خمس وسبعين وخمس مئة في حياة أبويه. ودفن بداره رحمه الله.
50 - القرشي * القاضي أبو المحاسن عمر بن علي بن الخضر، القرشي،

(1) (ذيل تاريخ مدينة السلام)، الورقة 212 (باريس 5922).
(2) قد مر بنا أن بعض الشاميين وقف كتبه فيه. وممن وقف كتبه فيه ياقوت الحموي وسلمها إلى الشيخ عز الدين ابن الأثير صاحب الكامل ليحملها إلى هناك، وكان مسجده هذا بدرب دينار (انظر التفاصيل في مقال الدكتور بشار عن (الغزو المغولي كما صوره ياقوت الحموي) مجلة الأقلام السنة الأولى العدد 12 ص 50 و 51).
* ترجم له ابن الأثير في الكامل 11 / 188، وابن الدبيثي في تاريخه، الورقة: 196 (باريس 5922) وابن النجار في تاريخه، الورقة 113 (باريس) وابن الفوطي في تلخيصه:
5 / الترجمة 1483، والذهبي في تاريخ الاسلام، الورقة: 57 (أحمد الثالث 2917 / 14) والمختصر المحتاج إليه: 3 / 101، والعبر: 4 / 224، وابن العماد في الشذرات: 4 / 254، ومقدمة المجلد الأول من تاريخ ابن الدبيثي بتحقيق الدكتور بشار، وكان أبو المحاسن هذا من مصادر ابن الدبيثي الرئيسة حيث كتب معجما كبيرا لشيوخه أكثر المؤرخون النقل منه.
(١٠٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 ... » »»