سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١٧ - الصفحة ٤٥٩
قال أحمد بن محمد بن مردويه: كان أبو نعيم في وقته مرحولا إليه، ولم يكن في أفق من الآفاق أسند ولا أحفظ منه، كان حفاظ الدنيا قد اجتمعوا عنده، فكان كل يوم نوبة واحد منهم يقرأ ما يريده إلى قريب الظهر، فإذا قام إلى داره، ربما كان يقرأ عليه في الطريق جزء، وكان لا يضجر، لم يكن له غداء سوى التصنيف والتسميع (1).
قال حمزة بن العباس العلوي: كان أصحاب الحديث يقولون:
بقي أبو نعيم أربع عشرة سنة بلا نظير، لا يوجد شرقا ولا غربا أعلى منه إسنادا، ولا أحفظ منه. وكانوا يقولون: لما صنف كتاب " الحلية " حمل الكتاب إلى نيسابور حال حياته، فاشتروه بأربع مئة دينار (2).
قلت: روى أبو عبد الرحمن السلمي مع تقدمه عن رجل، عن أبي نعيم، فقال في كتاب " طبقات الصوفية ": حدثنا عبد الواحد بن أحمد الهاشمي، حدثنا أبو نعيم، حدثنا محمد بن علي بن حبيش المقرئ ببغداد، حدثنا أحمد بن محمد بن سهل الادمي فذكر حديثا (3).
قال أبو طاهر السلفي: سمعت أبا العلاء محمد بن عبد الجبار الفرساني يقول: حضرت مجلس أبي بكر بن أبي علي الذكواني المعدل في صغري مع أبي، فلما فرغ من إملائه، قال إنسان: من أراد أن يحضر مجلس أبي نعيم، فليقم. وكان أبو نعيم في ذلك الوقت مهجورا بسبب المذهب، وكان بين الأشعرية والحنابلة تعصب

(1) " تذكرة الحفاظ " 3 / 1094، و " طبقات " السبكي 4 / 21.
(2) المصدران السابقان.
(3) انظر الحديث في " طبقات الصوفية " 266، 267.
(٤٥٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 454 455 456 457 458 459 460 461 462 463 464 ... » »»