سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١٦ - الصفحة ٣٨٧
كتنفس الحسناء في المرآة إذ * كملت محاسنها ولم تتزوج (1) ولسعيد:
أما ترى الغيم يا من قبله قاسي * كأنه أنا مقياسا بمقياس قطر كدمعي وبرق مثل نار أسى * في القلب مني وريح مثل أنفاسي (2) ونظم فيهما أبو إسحاق الصابي (3):
أرى الشاعرين الخالديين سيرا * قصائد يفنى الدهر وهي تخلد هما لاجتماع الفضل روح مؤلف * ومعناهما من حيث ما شئت مفرد قال النديم في كتاب " الفهرست ": كانا سريعي البديهة. قال لي أبو بكر منهما: إني أحفظ ألف سمر، كل سمر في نحو مئة ورقة: قال: وكانا مع ذلك إذا استحسنا شيئا غصباه صاحبه حيا كان أو ميتا، كذا كانت طباعهما. وقد رتب أبو عثمان شعره وشعر أخيه، وأحسب غلامهما رشأ رتب شعرهما، فجاء نحو ألف ورقة، ثم قال: توفيا وبيض فدل على موتهما قبل سنة سبع وسبعين وثلاث مئة. ولهما من الكتب كتاب " أخبار الموصل " و " أخبار أبي تمام " وغير ذلك من الأدبيات (4).

(١) البيتان في " ديوان الخالديين " ص: ٣٤، ورواية الشطر الأول فيه:
وتنقبت بخفيف غيم أبيض (٢) البيتان في " ديوان الخالديين " ص: ١٣٥، ورواية الشطر الأول من البيت الثاني فيه:
قطر كدمعي وبرق مثل نار جوى (٣) هو أبو إسحاق، إبراهيم بن هلال الصابي الحراني، تأتي ترجمته في هذا الجزء برقم (٣٨٥). والبيتان في " اليتيمة ": ٢ / ١٨٣، ورواية الثاني فيها:
هما في اجتماع الفضل زوج مؤلف * ومعناهما من حيث يثبت مفرد (٤) انظر " الفهرست ": ص 240 - 241.
(٣٨٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 382 383 384 385 386 387 388 389 390 391 392 ... » »»