سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١٥ - الصفحة ٥٢٣
ولد في أول سنة تسع وستين ومئتين.
قال الخطيب في ترجمته: كان فاضلا عارفا بأيام الناس وأخبارهم، وخلفائهم. صنف تاريخا كبيرا على السنين. وقد وثقه الدارقطني (١).
روى ابن رزقويه عن إسماعيل الخطبي، قال: وجه إلي الراضي بالله ليلة الفطر، فحملت إليه راكبا فدخلت [عليه] وهو جالس في الشموع، فقال لي: يا إسماعيل! [إني] قد عزمت في غد على الصلاة بالناس فما الذي أقول إذا انتهيت إلى الدعاء لنفسي؟ فأطرقت ساعة، ثم قلت: يا أمير المؤمنين قل: ﴿رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي﴾ (2) [الأحقاف: 15] فقال لي: حسبك فقمت وتبعني خادم، فأعطاني أربع مئة دينار (3).
قلت: كان مجموع الفضائل، يرتجل الخطب.
قال محمد بن العباس بن الفرات: كان ركينا (4) عاقلا، مقدما، من أهل الثقة والأدب وأيام الناس، قل من رأيت مثله.
قلت: توفي في جمادى الآخرة سنة خمسين وثلاث مئة.
301 - ابن خنب * الشيخ العالم المحدث الصدوق المسند، أبو بكر محمد بن أحمد بن

(١) " تاريخ بغداد ": ٦ / ٣٠٥.
(٢) النمل: ١٩، وتتمة الآية: " وعلى والدي، وأن أعمل صالحا ترضاه، وأدخلني برحمتك في عبادك الصالحين ".
(٣) " تاريخ بغداد ": ٦ / ٣٠٥ - ٣٠٦، وما بين حاصرتين منه.
(٤) الرجل الركين: الوقور.
* تاريخ بغداد: ١ / 296، المنتظم: 7 / 7، العبر: 2 / 288، شذرات الذهب: 3 / 7.
(٥٢٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 518 519 520 521 522 523 524 525 526 527 528 ... » »»