سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١٤ - الصفحة ٥٢٤
محمد بن الفضل بن العباس البلخي الواعظ، نزيل سمرقند وتلك الديار.
صحب أحمد بن خضرويه البلخي، وكان آخر من حدث في الدنيا عن قتيبة بن سعيد.
قال السلمي (1): حدثنا علي بن القاسم الخطابي الواعظ بمرو حدثنا محمد بن الفضل البلخي الصوفي بسمرقند، حدثنا قتيبة بن سعيد.
فذكر حديثا (2).
قال السلمي: سمعت محمد بن علي الحيري يقول: سمعت أبا عثمان الحيري يقول: لو وجدت من نفسي قوة لرحلت إلى أخي محمد بن الفضل، فأستروح برؤيته.
وقد روى عن هذا الشيخ البلخي أبو بكر محمد بن عبد الله الرازي، وروى عنه أبو بكر بن المقرئ، في " معجمه " بالإجازة.
ومن مشايخه أبو بشر محمد بن مهدي صاحب ابن السماك الواعظ، وقد حدث عنه أيضا، إسماعيل بن نجيد، وإبراهيم بن محمد

(١) في " طبقات الصوفية " ص ٢١٣.
(٢) وتمامه: حدثنا الليث بن سعد، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبيه، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما من الأنبياء من نبي إلا وقد أعطي من الآيات ما مثله آمن عليه البشر. وإنما كان الذي أوتيت وحيا أوحى الله إلي، فأرجو أن أكون أكثرهم تابعا يوم القيامة ". وإسناده صحيح، وأخرجه البخاري في صحيحه: ٩ / ٤ ٦ في أول فضائل القرآن، من طريق عبد الله بن ويوسف، ومسلم (١٥٢) في الايمان: باب وجوب الايمان برسالة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، من طريق قتيبة بن سغيد، كلاهما عن الليث به. وأخرجه أحمد:
٢ / ٣٤١ و ٤٥١ من طريق يونس وحجاج عن الليث.
وقوله: " وإنما كان الذي أوتيته وحيا " أراد أن معجزتي التي تحديث بها هي الوحي الذي أنزل علي، وهو القرآن، وذلك لما اشتمل عليه من الاعجاز الواضح. وليس المراد حصر معجزاته فيه، ولا أنه لم يؤت من المعجزات ما أوتي من تقدمه، بل المراد: أنه المعجزة العظمى المستمرة الباقية التي اختص بها دون غيره.
(٥٢٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 519 520 521 522 523 524 525 526 527 528 529 ... » »»