سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١٣ - الصفحة ٤٣٢
الكسائي، قال: كنت عنده - يعني ابن أبي عاصم - فقال واحد: أيها القاضي! بلغنا أن ثلاثة نفر كانوا بالبادية، وهم يقلبون الرمل، فقال واحد منهم: اللهم إنك قادر على أن تطعمنا خبيصا (1) على لون هذا الرمل. فإذا هم بأعرابي بيده طبق، فوضعه بينهم، خبيص حار، فقال ابن أبي عاصم:
قد كان ذاك.
قال أبو (2) عبد الله: كان الثلاثة: عثمان بن صخر الزاهد، وأبو تراب، وابن أبي عاصم، وكان هو الذي دعا (3).
عن محمد بن إبراهيم، عن ابن أبي عاصم قال: صحبت أبا تراب، فقطعوا البادية، فلم يكن زاد إلا هذين البيتين:
رويدك جانب ركوب الهوى * فبئس المطية للراكب وحسبك بالله من مؤنس * وحسبك بالله من صاحب وكان ابن أبي عاصم مجودا للقراءة، وكان يقول: أنا أقدم نافعا في القراءة، وكان يقول: ما بقي أحد قرأ على روح بن عبد المؤمن غيري - يعني صاحب يعقوب -.
ابن مردويه: سمعت عبد الله بن محمد ين عيسى، سمعت أحمد بن محمد بن محمد المديني البزاز يقول: قدمت البصرة وأحمد بن حنبل حي، فسألت عن أفقههم، فقالوا: ليس بالبصرة أفقه من أحمد بن عمرو بن أبي عاصم.

(1) الخبيص: الحلواء المخبوصة من التمر والسمن.
(2) في الأصل: " ابني ".
(3) تاريخ ابن عساكر: خ: 2 / 25 ب.
(٤٣٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 427 428 429 430 431 432 433 434 435 436 437 ... » »»