سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١٣ - الصفحة ١٦٦
جالس بشرا الحافي، والإمام أحمد. وصحب السري بن المغلس.
وكان بصيرا بالقراءات. وكان كثير الرباط والغزو.
حكى عنه: خير النساج، ومحمد بن علي الكتاني، وغير واحد.
ومن كلامه: قال: علامة الصوفي الصادق أن يفتقر بعد الغنى، ويذل بعد العز، ويخفى بعد الشهرة، وعلامة الصوفي الكاذب أن يستغني بعد الفقر، ويعز بعد الذل، ويشتهر بعد الخفاء.
قال إبراهيم بن علي المريدي: سمعت أبا حمزة يقول: من المحال أن تحبه ثم لا تذكره، وأن تذكره ثم لا يوجدك طعم ذكره، ويشغلك بغيره (1).
قلت: ولأبي حمزة انحراف وشطح (2)، له تأويل.
ففي " الحلية ": عن عبد الواحد بن بكر، حدثنا محمد بن عبد العزيز، سمعت أبا عبد الله الرملي يقول: تكلم أبو حمزة في جامع طرسوس، فقبلوه، فصاح غراب، فزعق أبو حمزة: لبيك لبيك، فنسبوه إلى الزندقة، وقالوا:
حلولي (3). وشهدوا عليه، وطرد، وبيع فرسه [بالمناداة على باب الجامع]:

(1) انظر: طبقات الصوفية: 296.
(2) الشطح: كلمة عامية، وليست في كتب اللغة، ويستعملها المتصوفة، ويقصدون بها الكلمات التي تصدر عن الانسان في حال غيبوبته مما يتنافى مع الشرع. ويرى الشيخ أحمد رضا في كتابه " قاموس رد العامي إلى الفصيح " أن الكلمة مقلوبة من: شحط: إذا بعد، أو أن أصلها: شطر، من قولهم: شطر عنهم، أي: بعد مراغما ولم يوافقهم. وقال: والحاء والراء يتعاقبان في الفصيح، مثل: جحفه وجرفه السيل، بمعنى: جره وذهب به. وقال: الأشقح لغة في الأشقر.
(3) انظر الكلام عن أصناف الحلولية في " الفرق بين الفرق ": 254 - 266.
(ط. مكتبة محمد علي صبيح بمصر. تحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد).
(١٦٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 161 162 163 164 165 166 167 168 169 170 171 ... » »»