سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١١ - الصفحة ٥٢٨
والمضرة توجب البغضة، والمضادة عداوة، والأمانة طمأنينة، وخلاف الهوى يوجب الاستثقال، ومتابعته توجب الألفة. العدل يوجب اجتماع القلوب، والجور يوجب الفرقة. حسن الخلق أنس، والانقباض وحشة. التكبر ست، والتواضع مقة، الجود يوجب الحمد، والبخل يوجب الذم، التواني يوجب الحسرة، والحزم يوجب السرور، والتغرير ندامة، ولكل واحدة من هذه إفراط وتقصير، وإنما تصح نتائجها إذا أقيمت حدودها، فإن الافراط في الجود تبذير، والافراط في التواضع مذلة، والافراط في الغدر يدعو إلى أن لا تثق بأحد.
والافراط في المؤانسة يجلب خلطاء السوء.
وله: وما كان حقي - وأنا واضع هذين الكتابين في خلق القران، وهو المعنى الذي يكثره أمير المؤمنين ويعزه، وفي فضل ما بين بني هاشم، وعبد شمس ومخزوم - إلا أن أقعد فوق السماكين، بل فوق العيوق، أو أتجر في الكبريت الأحمر، وأقود العنقاء بزمام إلى الملك الأكبر.
وله كتاب " الحيوان " سبع مجلدات، وأضاف إليه كتاب " النساء " وهو فرق ما بين الذكر والأنثى، وكتاب " البغال " وقد أضيف إليه كتاب سموه كتاب " الجمال ". ليس من كلام الجاحظ، ولا يقاربه.
قال رجل للجاحظ: ألك بالبصرة ضيعة؟ قال: فتبسم، وقال: إنما إناء وجارية ومن يخدمها، وحمار، وخادم. أهديت كتاب " الحيوان " إلى ابن الزيات، فأعطاني ألفي دينار، وأهديت إلى فلان فذكر نحوا من ذلك، يعني: أنه في خير وثروة.
قال يموت بن المزرع: سمعت خالي، يقول: أمليت على إنسان مرة: أخبرنا عمرو، فاستملى: أخبرنا بشر، وكتب: أخبرنا زيد.
قلت: يظهر من شمائل الجاحظ أنه يختلق.
(٥٢٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 523 524 525 526 527 528 529 530 531 532 533 ... » »»