سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١١ - الصفحة ٥٢٠
المالكي، الأصولي، شيخ إسماعيل القاضي. تفقه بعبد الملك بن الماجشون، ومحمد بن مسلمة، وكان من بحور الفقه، صاحب تصانيف وفصاحة وبيان.
حدث عن بشر بن عمر الزهراني وطبقته.
أخذ عنه: إسماعيل القاضي، وأخوه حماد، ويعقوب بن شيبة.
قال أبو بكر النقاش: قال لي أبو خليفة: أحمد بن المعذل أفضل من أحمدكم، يعني: أحمد بن حنبل.
قال أبو إسحاق الحضرمي: كان ابن المعذل من الفقه والسكينة والأدب والحلاوة في غاية. وكان أخوه عبد الصمد الشاعر يؤذيه، فكان أحمد، يقول له: أنت كالإصبع الزائدة، إن تركت، شانت، وإن قطعت، آلمت. وقد كان أهل البصرة يسمون أحمد الراهب لتعبده ودينه.
قال أبو داود: كان ينهاني عن طلب الحديث، يعني: زهادة.
قلت: كان يقف في خلق القرآن.
وروى المعافى الجريري، عن يعقوب بن محمد الكريزي، عن عبد الجليل بن الحسن، قال: كان أحمد بن المعذل في مجلس أبي عاصم، فمزح أبو عاصم يخجل أحمد، فقال: يا أبا عاصم، إن الله خلقك جدا، فلا تهزلن، فإن المستهزئ جاهل. قال تعالى: (قالوا أتتخذنا هزوا قال أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين) (البقرة: 67)، فخجل أبو عاصم. ثم كان يقعد أحمد بن المعذل إلى جنبه.
وروى يموت بن المزرع، عن المبرد، عن أحمد بن المعذل، قال:
كنت عند ابن الماجشون، فجاءه بعض جلسائه، فقال: يا أبا مروان،
(٥٢٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 515 516 517 518 519 520 521 522 523 524 525 ... » »»