سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١٠ - الصفحة ٥٩٠
وقال أبو عبد الله الحاكم: سكن سعيد مكة مجاورا، فنسب إليها، وهو راوية سفيان بن عيينة، وأحد أئمة الحديث، له مصنفات كثيرة، متفق على إخراجه في " الصحيحين " (1).
قلت: أما في " صحيح " البخاري، فروى عن يحيى بن موسى خت البلخي عنه.
وقال حرب بن إسماعيل: صنف الكتب، وكان موسعا عليه (2).
وقال يعقوب الفسوي: كان إذا رأى في كتابه خطأ، لم يرجع عنه.
قلت: أين هذا من قرينه يحيى بن يحيى الخراساني الامام الذي كان إذا شك في حرف، أو تردد، ترك الحديث كله ولم يروه.
قال ابن سعد، وأبو داود، وحاتم بن الليث وجماعة: مات بمكة سنة سبع وعشرين. زاد أبو سعيد بن يونس فقال: في رمضان. وقال أبو زرعة الدمشقي: سنة ست. والأول الصحيح. وصحف موسى بن هارون فقال:
في سنة تسع وعشرين ومئتين.
أنبأونا عن محمد بن أحمد الصيدلاني وجماعة قالوا: أخبرتنا فاطمة بنت عبد الله، أخبرنا ابن ريذة، أخبرنا الطبراني، حدثنا محمد بن علي الصائغ، حدثنا سعيد بن منصور، حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن شقيق قال: قال عبد الله: من هاجر يبتغي شيئا، فهو له. قال: هاجر رجل ليتزوج امرأة يقال لها: أم قيس، فكان يقال له: مهاجر أم قيس.
إسناده صحيح (3).

(1) " تهذيب الكمال " لوحة 508. (2) " تهذيب الكمال " لوحة 508.
(3) وأورده الحافظ في " الفتح " 1 / 8 عن سعيد بن منصور وقال: ورواه الطبراني من طريق أخرى عن الأعمش بلفظ: كان فينا رجل خطب امرأة يقال لها: أم قيس فأبت أن تتزوجه حتى يهاجر، فهاجر، فتزوجها، فكنا نسميه مهاجر أم قيس. وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين.
(٥٩٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 585 586 587 588 589 590 591 592 593 594 595 ... » »»